Thursday 26/06/2014 Issue 15246 الخميس 28 شعبان 1435 العدد
26-06-2014

الرمزية الإعلامية للحضور المونديالي

غياب المملكة عن كأس العالم لا يزال يمثل حسرة في قلوب المواطنين السعوديين، وبخاصة المهتمون بالشأن الرياضي، وتكرار غيابها في جنوب إفريقيا ثم حاليا في البرازيل يعد إخفاقاً كبيراً لتواجد المملكة بين اثنتين وثلاثين دولة تعد نخبة الرياضة ونخبة النجوم في العالم، ولا نعلم أيضا كيف سيكون مصير تأهلنا في كأس

العالم القادمة التي ستقام في روسيا عام 2018م.

حاليا أصبحت نسبة المشاهدة لكأس العالم من أكبر المشاهدات التلفزيونية في العالم، حيث تزيد عن ثلاثة مليارات مشاهد من كل أنحاء المعمورة. ويعد الحدث الأبرز إعلاميا كل أربع سنوات، حيث تتجه أنظار العالم إلى المستطيلات الخضراء التي تستضيف نجوم كرة القدم في العالم، بما في ذلك رمزية حمل الإعلام الوطنية وعزف الأناشيد الوطنية.

إن المختصين في الإعلام والعلاقات العامة لا ينظرون إلى كأس العالم كحدث رياضي بحت، ولكن ينظرون إليه كحدث إعلامي كبير من أكبر الأحداث الإعلامية في العالم. وكل حركة أو تصريح أو إيماءة أو شكل أو رمز أو رسم تشكل قيمة إعلامية كبيرة جدا تستفيد منها الدولة والمجتمع المعني بتلك المناسبة والحدث. إننا أمام ظاهرة إعلامية استثنائية لا يعادلها أي حدث آخر، ومن هنا تأتي أهمية كأس العالم كحدث إعلامي قبل أن تكون حدثا رياضياً.

وقد حظيت المملكة بأربع مشاركات في كأس العالم، استطاع صوت المملكة العربية السعودية أن يسمع في تلك المناسبات العالمية، وليس بالضرورة أن يكون هذا الصوت سياسيا بل هو إعلامي واجتماعي ورياضي، ولها بطبيعة الحال تداعيات سياسية إيجابية على الدولة كصورة خارجية لها ولمجتمعها ومواطنيها. ولكن خلال الدورتين الأخيرتين خسرت المملكة هذا الحضور بعدم تأهل منتخبها إلى نهائيات كأس العالم سواء في جنوب إفريقيا أو في البرازيل.

ويتطلع السعوديون إلى أهمية حضور المملكة في نهائيات كأس العالم القادمة، وهذا ما نتوقع أن يتم من خلال حشد كل الإمكانيات المادية والبشرية من أجل تحقيق هذا الهدف. إن التخطيط المناسب المبني على أسس علمية وقواعد منهجية هو الذي سيقود إلى تحقيق الأهداف المرجوة من كل عمل أو نشاط. ونأمل أن يكون التخطيط والدعم متوفرين أمام كرة القدم السعودية لعودتها إلى أفق الإنجاز والحضور الدولي.

ولا شك أن الدوري السعودي يعد من أكبر الدوريات العربية ومن المفترض أن يظهر من خلال هذا الدوري نجوم يقودون منتخب المملكة إلى انجازات قارية ودولية، وكان لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في إنشاء أحد عشر استاداً رياضياً في مختلف مناطق المملكة أكبر الأثر في دعم البنية التحتية للرياضة السعودية، تضاف إلى استاد الملك فهد بالرياض ومدينة الملك عبدالله في جدة، وتشكل فيما بينها منظومة رياضية كبيرة وتمثل واجهة للمملكة ويستفيد منها أبناء وشباب المملكة.

ما نحتاجه إضافة إلى اكتمال البنية التحتية للرياضة السعودية هو بناء الإنسان الرياضي منذ السنوات الأولى، ويجب أن نقول بناء الشباب السعودي بكافة أطياف اهتماماته الرياضية وغيرها، لأن بناء الذهنية السعودية يبدأ من الطفولة ويجب أن يكون مواكبا لاكتمال البنية الجسدية التي تبدأ من المدرسة ثم النادي ويمر عبر المدن الرياضية التي تصقل الشخصية الرياضية السعودية.

إن وصول أي منتخب وطني إلى نهائيات كأس العالم يشكل أهم من الناحية الإعلامية مما تقوم بها وزارات الإعلام خلال أربع سنوات وأكثر في كافة نشاطاتها، وخاصة تلك التي تعنى بصورة المجتمع والدولة في الخارج. ولهذا فإن دعم الحضور المونديالي للمنتخب السعودي يجب أن ننظر له من كافة الجوانب الإيجابية التي يمكن أن يحققها أي منتخب مشارك في كأس العالم.

وأحداث كأس العالم هي مجموعة من القيم والتأثيرات الإعلامية الكبيرة التي تتحقق مجانا لأي دولة، مثل انتشار علم الدولة وحضوره في كافة مناسبات الحدث، وعزف النشيد الوطني في مناسبات المنتخب، وحضور اللاعبين الوطنيين وتواجدهم في وسائل الإعلام الدولية يشكلون واجهة للمجتمع، وكذلك الجمهور الوطني وتواجده في الساحات والملاعب والطرقات والفنادق وغيرها يمثل ملامح وطنية ايجابية. ومن هنا فيجب أن ننظر إلى كأس العالم على أنه فرصة يجب استثمارها دائما في إعلام عالمي مفتوح وفضاء كوني كبير.

alkarni@ksu.edu.sa

رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال.. رئيس قسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد

مقالات أخرى للكاتب