Friday 27/06/2014 Issue 15247 الجمعة 29 شعبان 1435 العدد

قصيدة

أبيات رثائية

أبياتٌ رثائية في أحد أسناني من الطواحن الذي رحل صباح الثلاثاء

وداعًا أيها السنُّ العريقُ ‍

وفيتَ وكم سيبكيك الرفيقُ!

تعاونتم على قضمٍ وجرشٍ ‍

وأعياك التسوسُ والعقوقُ

حشاك طبيبُ أسنانٍ مكينٌ

‍فغيَّبَ إبرةً وشكتْ عروقُ

قد اندهش الطبيبُ فغاب فكرٌ

فأوسع ضرسيَ الغالي يُذيقُ

تمكَّن منه خُرَّاجٌ بقاعٍ

فأقلقني وسني لايطيقُ

ذهبتُ إلى العيادةِ مستعينًا

‍ بربي علَّ من فيها يروقُ

فقابلني البشيرُ زهاهُ نبلٌ

‍طبيبٌ ماهرٌ دمِثٌ رقيقُ

فشمَّرَ ساعدًا ظهرتْ رماحٌ ‍

يخوضُ معاركًا أنسَ الغريقُ

فأعملَ رمحهُ يبغي قضاءً ‍

على سوسٍ منازلهُ تضيقُ

حاولَ جاهدًا سالت دماءٌ

ويأبى الضرسُ إذعانًا يحيقُ

بقيتُ مُصابرًا أمَّلتُ نصرًا ‍

فخانت رمحَ فارسنا الطريقُ

سئمتُ من الوطيس مللتُ صبرًا

فقررتُ القضاءَ عسى أروقُ‍

ففوَّضتُ الطبيب أمورَ ضرسي

‍فجاوب آسفًا غُلبَ العريقُ

شكرتُ بشيرنا المقدامَ حُبًا ‍

وغادرتُ العيادةَ زالَ ضيقُ

وعند البابِ أوقفني قنوصٌ

هو الجابي له وجهٌ طليقُ

دفعتُ دراهمًا عَدًَّا ونقدًا

‍وأرجو الله تعويضًا يفوقُ

فكم شفط الطبيبُ جيوب قومي!

‍ورزقٌ في الضروسِ به حقيقُ

ولكنَّ الضروسَ لها مكانٌ

‍جديرٌ أن تُقام لها الحقوقُ

سأبقى فاقدًا ضرسًا عريقًا ‍

له دورٌ ألا نِعْم الصديقُ

أُعزي ثُلةَ الأسنانِ أرجو

لها صبرًا وتثبيتاً يليقُ

- عبدالله الغنامي