Friday 27/06/2014 Issue 15247 الجمعة 29 شعبان 1435 العدد

أنموذجاً لاهتمام المليك بقطاع التعليم

جامعة الجوف منارة معرفة في أعلى البوصلة

الجزيرة - تقرير - عبدالله الجديع:

شهدت الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في العام 1428هـ لمنطقة الجوف، نقطة تحول كبرى في مسيرة المنطقة بعد أن وضع الحجر الأساس لمشروعات تطويرية كبرى منها منشآت جامعة الجوف لتكون منارة إشعاع علمي وفكري وثقافي في المنطقة وواحدة من أهم ركائز النهضة الحديثة التي تستثمر الإنسان وتنمي قدراته لتساهم في مسيرة التنمية الشاملة التي يعيشها الوطن وتبني أجيالاً محصنة بالعلم قادرة على العطاء والعمل في مختلف المجالات.

وبالرغم من حداثة عهد الجامعة كونها إحدى الجامعات الناشئة في شمال المملكة، إلا أنها أوجدت نفسها وتوسعت في افتتاح الكليات والعمادات والأقسام المختلفة توافقاً مع الاحتياج الوطني وسوق العمل المحلي، وأخذت الجامعة في تقديم الخدمات العلمية والمجتمعية لتكون واحدة من أهم المؤسسات التنموية بمنطقة الجوف، فأنشأت العديد من المراكز البحثية والكراسي العلمي كمركز أبحاث الزيتون -الذي تشتهر بإنتاجه المنطقة- ومركز الخدمات الإرشادية والأكاديمية، كما حرصت الجامعة على تهيئة البيئة المناسبة للطلاب والطالبات من خلال تعجيل إنشاء المباني للكليات في المدينة الجامعية وفروعها بالمنطقة إضافة إلى انتقال عدد من الكليات والعمادات للمدينة ذاتها.

وتتربع المدينة الجامعية الرئيسية على مساحات شاسعة بمدينة سكاكا -العاصمة الإدارية للمنطقة- تحوي ما يقارب اثنتي عشرة كلية مختلفة التخصصات للجنسين إلى جانب المباني الإدارية ومباني الخدمات المساندة وإسكان أعضاء هيئة التدريس، والطلاب، والملاعب والصالات الرياضية وغيرها، بحيث يتم تنفيذها على مراحل تلبّي حاجة الجامعة في كل مرحلة.

وبالنسبة لمحافظات منطقة الجوف، فقد افتتحت الجامعة فروعاً لها في المحافظات كدومة الجندل والقريات وطبرجل تضم عدداً من التخصصات التي يتطلبها سوق العمل، مثل: العلوم الطبية التطبيقية والعلوم الإدارية واللغتين العربية والإنجليزية والإدارة المالية والكيمياء والحاسب والفيزياء.

وتطمح الجامعة إلى تقديم برامج أكاديمية ذات جودة عالية لإعداد كوادر مميزة تلبيّ حاجة المجتمع لتضع نواة البحث العلمي في تنمية وتعزيز التقدم المعرفي والمشاركة في خدمة قضايا المجتمع والبيئة لمنطقة الجوف خاصة مساهمة منها في مسيرة تقدم الوطن ورفعته مع الالتزام بالقيم والأعراف الأكاديمية.

وتتطلب الرسالة التي تؤديها الجامعة كسائر مثيلاتها إلى تضافر الجهود واستثمار الإمكانات والسعي إلى مواكبة كل حديث، وهذا ما جعل الجامعة تمضي قدماً في مسيرة التطوير فقد طبقت مشروع إعادة الهيكلة والتطوير الإداري، ووقعت العديد من مذكرات التفاهم مع مختلف الجهات بالمنطقة إلى جانب الجهات الثقافية والعلمية الأخرى خارجها، سعياً لتحقيق أهدافها الريادية، بحيث تستطيع المنافسة بفعالية على مستويات أبعد من ذلك، عبر توفير مناخ علمي مناسب لأعضاء هيئة التدريس والطلاب، وتبّني برامج أكاديمية متميزة وتحسينها بصورة دائمة للتماشي مع المعايير العالمية والمحلية، إضافة إلى حرصها على استقطاب أعضاء هيئة تدريس مميزين في مختلف التخصصات العامة والدقيقة بما يخدم العملية التعليمية ولرفع مستوى الطلاب عبر إكسابهم المهارات المختلفة من خلال تبني سياسات تعليمية مناسبة تتناسب مع إمكانات الجامعة ومتطلبات المجتمع والبيئة المحيطة.

كما أنشأت الجامعة مراكز بحثية متخصصة وقاعدة بيانات بحثية لأعضاء هيئة التدريس بكلياتها المختلفة إلى جانب منحها الدعم المعنوي والمادي لتشجيع الباحثين على إجراء البحوث العلمية ونشرها في مراجع كبرى معتمدة وحضور مؤتمرات عالمية لتمثيل الوطن والجامعة في المحافل الدولية.

وبلغ عدد الطلاب والطالبات المقيدين في الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي 1434هـ - 1435هـ (25938) بواقع (11770 طالباً) و (14168 طالبة) موزعين على 21 كلية في مقرّها الرئيسي بسكاكا وفروعها في محافظات دومة الجندل والقريات وطبرجل، في التخصصات التالية (العلوم - التربية - الهندسة - الطب - العلوم الطبية التطبيقية - السنة التحضيرية - العلوم الإدارية والإنسانية - علوم الحاسب والمعلومات - الصيدلة - طب الأسنان - الشريعة والقانون - المجتمع - العلوم الصحية - التربية - العلوم والآداب).

وشهد العام الهجري 1427هـ تخريج أول دفعة من طلاب الجامعة، وقد بلغ عدد خريجي الجامعة في دفعاتها السبع الماضية قرابة (11413) خريجاً وخريجة، نصيب الذكور منهم 4176 والإناث 7237، حصل منهم على درجة البكالوريوس (9902) ودرجة الدبلوم (1511) دفعت بهم الجامعة إلى سوق العمل بعد تأهيلهم علمياً وفكرياً ومهنياً كل في مجاله.