Friday 27/06/2014 Issue 15247 الجمعة 29 شعبان 1435 العدد
مونس شجاع

مونس شجاع

أمر ملكي ومدن رياضية شاملة

27-06-2014

قفزة هائلة وشاملة في البنية التحتية وتحد كبير

لقد أدخل الامر الملكي الكريم الذي أصدره مولاي خادم الحرمين الشريفين - الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - السرور في قلوب جميع الرياضيين وبشتى أنحاء المملكة ، عندما أصدر أمره الملكي الكريم بإقامة وإنشاء أحد عشر استادا رياضيا وعلى أعلى المواصفات والمعايير العالمية على غرار ما تم إنجازه بفضل الله في مدينة الملك عبدالله الرياضية بمدينة جدة ، بحيث يتسع كل منها لعدد خمسة واربعين ألف متفرج وتشمل جميع مناطق المملكة،،،

وسيتم إنشاء تلك المدن الرياضية بأقرب وقت في كل من المنطقة الشرقية ومنطقة المدينة المنورة ومنطقة القصيم ومنطقة عسير ومنطقة تبوك ومنطقة حائل بالاضافة الى منطقة الحدود الشمالية والجوف ومنطقة جازان ونجران ومنطقة الباحة ، بحيث يتم تغطية جميع مناطق المملكة في مدن رياضية وعلى أعلى طراز وفق المعايير الدولية المعتمدة.

إن هذا الامر الملكي الكريم من لدن خادم الحرمين الشريفين إنما يدل على مقدار الاهمية البالغة التي يوليها حفظه الله في مجال تنمية البنية التحتية الرياضية لتخدم شباب الوطن وتسهم بصورة مباشرة في نهضة الرياضة بشكل عام، فالشباب هم الركيزة الاساسية في الحركة الرياضية ويحظون باهتمام كبير من لدن القيادة الحكيمة ولله الحمد اتضح جليا بهذه المكرمة المباركة.

ويمكننا القول إن هذا الدعم الملكي الكريم يتطلب أن يواكبه عمل هائل وجهد جبار من كل الجهات الرياضية ذات العلاقة ، بدءا من الرئاسة العامة لرعاية الشباب بقيادة سمو الامير نواف بن فيصل حفظه الله والذي نرفع له التهئنة كذلك بهذا الامر الكريم والذي سيحدث قفزة هائلة في النهضة الرياضية بشكل عام ولكرة القدم بشكل خاص، نظرا لما تمثله تلك المنشات من أهمية كبيرة وبنية تحتية عظيمة تعتبر القاعدة الاساسية التي يمكن من خلالها الانطلاق نحو الانجازات الرياضية العالمية.

فلا يخفى على أحد ما يحدث في مجال النشاط الرياضي على مستوى العالم من تنافس بين الدول على استضافة الاحداث الكروية والبطولات الرياضية بشتى أنواعها العالمية والقارية وحتى الاقليمية منها ، ومن جانب آخر تعتبر المنشآت الرياضية مؤشرا واضحا على مقدار التقدم الهندسي والتطور العمراني الحديث للدول فهذا الحدث يعتبر مفخرة للجميع سواء الرياضيون وغيرهم، فالنظام الحديث والتصاميم العمرانية المتطورة رسخت جوانب عديدة سيستفيد من خلالها المجتمع بصورة عامة وليس الرياضيين فحسب.

فبناء على المعايير العالمية ستحتوي الملاعب على قاعات للمحاضرات ومسارح يمكن من خلالها استضافة العديد من الفعاليات الاجتماعية بالاضافة الى التسهيلات الاخرى كالمطاعم والمحال التجارية بل إن بعضها قد يحتوي على فنادق يتم تشغيلها خلال الفعاليات الرياضة، إن مفهوم المدينة الرياضية قد تطور بصورة ممتازة بحيث أصبح يغطي العديد من الاحتياجات والانشطة الرياضية وغير الرياضية ويخدم شريحة كبيرة من المجتمع بمختلف فئاته العمرية.

وكما وضح ذلك الامر السامي السابق الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، والذي سيتم بموجبه انشاء خمسة أندية رياضية متخصصة بالاشخاص ذوي الاعاقة ليصبح المجمل اثني عشر ناديا متخصصا على مستوى مناطق المملكة بالاضافة الى إمكانية مشاركتهم في تلك المدن الرياضية الجديدة وفق المعايير المعتمدة ، لذا فإن اهتمام مولاي خادم الحرمين الشريفين قد شمل جميع أفراد المجتمع سواء كانوا رياضيين أو من غير الرياضيين كذلك.

لذا فإن التحدي القادم على الجهات الاشرافية سيكون كبيراً وخصوصاً الاتحاد السعودي لكرة القدم، إذ يتحتم على إدارته ولجانه بذل المزيد من الجهد لإدارة تلك المنشآت بالشراكة مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب ليتم استثمارها بصورة فعالة ومحترفة وبكفاءة عالية.

إذ لابد أن يتم استثمار تلك المدن الرياضية بصورة شاملة عبر عقد الشراكات والرعايات مع الجهات ذات الاختصاص من الشركات التجارية والحكومية كذلك أسوة بما يحدث في الملاعب العالمية سواء كرعاية أو تشغيل واستثمار لتسهيلات المدينة من مطاعم ومحال تجارية ، فبهذه الطريقة يتم ضمان موارد مالية دائمة واستمرارية في خدمات الصيانة وجودة في الاداء ، ونضمن بإذن الله زيادة العمر الافتراضي لتلك المدن والاستفادة منها للاجيال القادمة ولفترات طويلة وبصورة مستديمة.

mshujaa@hotmail.com ** ** @mshujaa

- كاتب وأكاديمي

مقالات أخرى للكاتب