Sunday 29/06/2014 Issue 15249 الأحد 01 رمضان 1435 العدد
29-06-2014

دلالات رسالة الفيصل!

كان حدثا بالغ الأهمية، والدلالات، وتطورا مفاجئا، تلك الدعوة التي وجهها وزير الخارجية السعودي -الأمير- سعود الفيصل إلى وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف؛ لزيارة السعودية، وإبراز تفاهم يشكل مظلة للاستقرار السياسي في المنطقة، وفتح صفحة جديدة في العلاقات الإيرانية الخليجية، بما يتلاءم مع متطلبات المرحلة، والتي تقتضي تغيير بعض الاستراتيجيات، وتحديث بعض الأدوات.

صحيح أن المسار المتأزم في العلاقات بين الدولتين كان واضحا في السنوات الأخيرة ؛ حتى ذهب التصعيد إلى أبعد من المجال الدبلوماسي إلى التوتر العسكري، ومتجاوزا كل الخطوط الحمراء، وصحيح -كذلك- أن السياسة الدولية قد انحرفت عن الميزان خلال الأحداث الجارية على الساحة، إلا أن إعادة فتح الأبواب أصبح خيار المرحلة القادمة، والمثقل بالملفات الأمنية الخليجية المشتركة، -إضافة- إلى الملفات الإقليمية، -خصوصا- ملفات سوريا، والعراق، ولبنان، واليمن، والمتداخلة ضمنا مع الملفات الأمنية، والمفتوحة على النفوذ الإيراني، الأمر الذي سيؤسس إلى حلول للأزمات في المناطق المتفجرة، أو المتوترة على مساحة العالم العربي -كله-، وسيؤدي في نهاية الأمر إلى ضرورة ترسيم حدود المنافذ، والمصالح.

عقلانية السياسة السعودية أعطت - هذه المرة - الفرصة لإثبات حسن النوايا، والاحترام المتبادل، والعمل على عدم دفع الأمور إلى الأسوأ ؛ ومن أجل قطع الطريق أمام خلق أي حالة توتر أكثر في المنطقة، -سواء- من ناحية مضمون الدعوة، والذي يهدف إلى تسوية الخلافات، أو من ناحية توقيتها -الإقليمي والدولي والنووي-، ولا يكون ذلك إلا بفتح قنوات الحوار معها؛ لتحقيق متطلبات أمن دول مجلس التعاون الخليجي، واستقرار المنطقة.

تحقيق الغاية المرجوة من هذه الدعوة، سيظهر تطورا في العلاقات بين الدولتين، وسيسهم في نزع فتائل التوتر في المنطقة، وسيطفئ نار الفتنة -السنية الشيعية- التي اكتوينا بنارها. ومهما يكن من أمر، فإننا سنراقب بقدركبير من التفاؤل، وقليل من اليأس، في أن تسفر تلك الجهود عن الخروج من الأزمات بأقل الخسائر وحسب.

drsasq@gmail.com

باحث في السياسة الشرعية

مقالات أخرى للكاتب