Sunday 29/06/2014 Issue 15249 الأحد 01 رمضان 1435 العدد

الكوكايين وإحباط تهريبه إلى بلادنا

لقد قرأنا في صدر الصفحة السابعة عشرة من صفحات جريدتنا الجزيرة، في اليوم الخامس والعشرين، من الشهر الثامن: سنة خمس وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة، عن إحباط رجال مكافحة المخدرات دخول أكثر من نصف طن من مادة الكوكايين النقي التي تعد سابقة لإحباط مثل كميتها ونوعها على مستوى الوطن العربي.

وإذا أدخلها المهربون إلى بلادنا وحسبنا كميتها بالغرام وصلت لأكثر من خمسمائة ألف غرام، وإن شم الغرام الواحد قد يؤدي إلى الإدمان لمن يتعاطاه من أبنائنا.

إنها كارثة لو دخلت بلادنا ووصلت أبناءنا يصعب تخليص من تورط بشمة منها؛ لأنها اختلطت بدمه النقي، ومن الصعب بعد تلوثه علاجه في مستشفيات الأمل وغيرها من مستشفيات علاج إدمان المخدرات.

وقد أجمعت بلدان العالم المتحضرة على ضرب مهربيها ومروجيها بيد من حديد، وإن بلادنا من أوائل البلدان المتحضرة ضرباً لهم وعدم دخولها إليها حفاظاً على سلامة أرواح أبنائها الذين هم عماد قوتها وبقائها.

إنها مصيبة لو استطاع المهربون إدخالها وتولى المروجون توصيلها إلى أبنائنا الذين قد لا يتوقعون أضرارها المهلكة لصحتهم، والمدمرة لعقولهم، والمفككة لأسرهم، والمتلفة لأموالهم.

إن عصابات تهريب وترويج شر المخدرات ماتت ضمائرهم الإنسانية التي تدعو إلى رحمة الإنسان وعدم إفساد حياته، وحيت شياطينهم الشريرة تدعو إلى خراب حياة الإنسان الذي أكرمه الله وحرم قتله، فالذي يقتل إنسان عنده كأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحيا إنسان عنده فكأنما أحيا الناس جميعاً.

كما أن عصابات المروجين لا يهدأ لهم بال إلا إذا أحدثوا في بلادنا المستقرة زعزعة بشتى وسائل ترويجهم الفاشلة لمادة المخدرات التي من أسرعها إدماناً وأخطرها ضرراً مادة الكوكايين التي بشمة تؤدي إلى الإدمان ومن الصعب الإقلاع عنه.

لذا نناشد علماء الدين، ورجال الإعلام، وأساتذة التربية أن يأخذوا بأيدي أبنائنا بتكثيف توعيتهم الدينية، والثقافية، والتربوية عن أضرار المخدرات، لكيلا تصل أيديهم النظيفة إلى أيدي المروجين القذرة التي تريد هلاكهم، وأن على المواطنين، والمقيمين، والوافدين أن يكونوا يداً واحدة في الإبلاغ عن المروجين، ليتمكن رجال مكافحة المخدرات من التصدي لهم بأيدٍ من حديد.

هذا ونشكر رجال مكافحة المخدرات، ورجال الجمارك، والمؤسسة العامة للموانئ على هذا الإنجاز العظيم في إحباط تهريب الكوكايين النقي إلى بلادنا بمتابعة وتوجيه ودعم من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية.

اللهم احفظ بلادنا وأبناءها من شر عصابات تهريب وترويج المخدرات الذين أرادوا ببلادهم وبهم الشر الذي نرجو من الله العلي القدير أن يرده إلى نحورهم.

- أحمد المنصور