Sunday 29/06/2014 Issue 15249 الأحد 01 رمضان 1435 العدد
29-06-2014

ملك كريم .. ووطن يستاهل

تتواصل مكرمات وعطايا والد الشعب وحبيبه، الملك الصالح (عبد الله بن عبد العزيز، أمدّ الله في عمره) السخية التي شملت أرجاء الوطن على مختلف نواحيه وقطاعاته دون استثناء.. ودون مَنّ.

** فما أن يطوي الوطن صفحة الاحتفال بمكرمة أبوية كريمة أصلها ثابت وفرعها في السماء.. إلاّ لكي يستقبل ويحتفل بأخريات أكبر وأعظم، مكرمات تحكي وتحاكي علو هِمّة وهامة ( أبو متعب حفظه الله).

** من الجامعات الكبرى، إلى القطاعات الصحية، إلى التربية والتعليم، إلى المشروعات التنموية العملاقة، إلى قطاع الشباب والرياضة، إلى، إلى.

** ولأنه -يحفظه الله- يدرك ما للرياضة من أهمية في تنمية أبدان وعقول الشباب الذين هم عماد المستقبل وعدّته، جنباً إلى جنب مع التحصيل العلمي، وأن هؤلاء الشباب أكثر حاجة إلى ميادين ومرافق تأويهم وتحتضنهم، وتحميهم من الانزلاقات في مهاوِ الردى والضياع.. لهذا ظل يوليهم قدراً وافراً من اهتمامه وحرصه.

** وما مكرمته التي أمر بها مؤخراً، المتمثلة بإنشاء أحد عشر استاداً رياضياً موزعة على أقاليم الوطن، من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه.. إلاّ ترجمة حرفية لمدى اهتمامه بأبنائه الشباب، وحرصه على رعايتهم وتنميتهم رياضياً وسلوكياً ليكونوا أبناء بررة بوطنهم، على اعتبار أن العقل السليم في الجسم السليم.. وعلى أساس أن الرياضة أضحت تشكل واجهة حضارية وتنموية لا تقل في أهميتها عن باقي المقومات الأساسية الأخرى للأمم والأوطان.. وهنا يحضرني البيت التراثي الذي يقول:

ليس الهدية قدر من تهدى له

إن الهدية قدر من يهديها

** شكراً أيها الملك الصالح.

** شكراً لأنك أعطيت وتعطي بسخاء.

** وشكراً لأنك قلت لمن يعنيهم أمر التنفيذ: (من ذمتي إلى ذممكم).

الرجل المناسب

** في ذات السياق من العطاء والحكمة.. ولكي تؤتي المكرمة ثمارها، كان لابد من اتخاذ إجراء بحجمها ومستواها، الغرض منه الاطمئنان إلى أن القوس قد أعطيت لباريها.. لذلك فقد أمر -يحفظه الله- بتعيين الأمير عبد الله بن مساعد لقيادة دفة المرحلة الجديدة لهذه المنظومة (المترهلة)، والخروج بها من واقعها وإيقاعها البدائي، إلى فضاءات التطوير والتطور أسوة بنظيراتها في شتى دول العالم.

** قد يكون من غير اللائق الجزم المسبق بنجاح الأمير عبدالله في مهمته من عدمه بناءً على تجربة سابقة، سواء كانت إيجابية أم سلبية، فهو يحتاج إلى (توفيق الله) أولاً وآخراً للنهوض بالمهمة.. ذلك أن المهمة شاقة، والأكثر مشقة من قيادة دفة الأمور إدارياً.. هي مشقة إجراء غربلة شاملة يتم من خلالها (تنظيف) مراكز القوى ممن درجوا على الوقوف حجر عثرة في طريق أصحاب الأفكار النّيّرة على مدى عقود حتى لا تتأثر مراكزهم ومصالحهم الخاصة، وإن كان على حساب الواجب العام.

** الأكيد، الأكيد أيضاً، إن الأمير يحتاج منا الدعاء بأن يكون الله في عونه على أداء مهمته.. نسأل الله له العون والتوفيق والسداد لتحقيق تطلعات الوالد القائد، وتطلعات شباب الوطن.

شهركم مبارك

** حل علينا شهرنا الكريم بكامل هيئته وهيبته.. بكامل خصائصه الروحانية والوجدانية والإيمانية.

** جعلنا الله وإياكم من صوامه وقوامه، ومن المقبولين فيه، المغفور لهم ذنوبهم وخطاياهم.

** كما أسأله أن يرحم من صاموا معنا رمضان العام الماضي، وهم الآن في ضيافة رب كريم هو أرحم بهم وبنا من أنفسهم وأنفسنا، وأن يرحم موتانا وموتى المسلمين أجمعين.. إنه جواد كريم.

** وكل عام وأنت يا وطني وقيادتك وأهلك بخير وسؤدد.

مقالات أخرى للكاتب