Thursday 03/07/2014 Issue 15253 الخميس 05 رمضان 1435 العدد

نعم المملكة تنأى بنفسها عن التدخل في شؤون غيرها

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة سلَّمه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اطلعنا على ما نُشر بهذه الجريدة يوم السبت الموافق 30-8-1435هـ (مواقف ثابتة وموروثة)، بقلم سعادة رئيس التحرير.

أقول كما هو معلوم تتبع المملكة منذ نشأتها على يد (المغفور له -بإذن الله - الملك عبدالعزيز موحِّد هذا الكيان المعطاء، سياسة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى في سياستها الداخلية والخارجية بأي صورة من الصور، وسار على هذه السياسة من بعده أبناؤه سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله، وعبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين متعه الله بالصحة والعافية.

نعم هي مواقف ثابت وموروثة والمملكة تعمل في نفس الوقت على رأب الصدع بين الشعوب الصديقة وإذكاء روح التعاون والمحبة لدى الشعوب العربية الصديقة التي تلجأ للمملكة لمعرفتهم بمدى حكمة ملوك وأمراء المملكة وحبهم للخير، والكل يعرف ذلك، القاصي والداني من الدول العربية والإسلامية والصديقة.

فيما تقوم بعض الدول بالعمل على زيادة الفتن وإذكاء روح الفتنة أخذت المملكة على عاتقها الحفاظ على صورتها المعروفة لدى الجميع مثل إصلاحها بين القيادات الفلسطينية حماس وفتح في مكة المكرمة، والتدخل للصلح بين الفصائل الصومالية المتناحرة، والبادرة الخليجية لإنهاء الصراع بين القيادات المتحاربة في اليمن، والاتفاق الذي تم في مدينة الطائف بين الطوائف اللبنانية.

ومع ذلك فهناك البعض ممن لا تعجبه هذه المواقف من جانب المملكة ويحاول التشويش على المقاصد الخيرية التي تقوم بها المملكة إلا أن السياسة الثابتة والمعروفة لدى الجميع شرقاً وغرباً تفرض نفسها على الساحة الدولية وفي جميع المحافل الدولية.

لذلك فإن للمملكة سياسة ثابتة ضد الإرهاب والإرهابيين، ومستمرة ضد المنظمات الإرهابية التي من أهدافها زعزعة الاستقرار في دول المنطقة في سوريا والعراق والذين يدّعون الإسلام، ودولة الإسلام والإسلام منهم براء.

وما زالت تلك المنظمات الإرهابية تجد لها مكاناً في دول أخرى تحت أعين العالم والذي تتعامل الدول فيه كل حسب مصلحته وحسب رؤيته الخاصة.

لذلك اهتم خادم الحرمين الشريفين أثناء ترؤسه مجلس الأمن الوطني أن يتكلم عن الأحداث التي تجري في سوريا والعراق وغيرهما وتداعيات تلك الأحداث التي قد تضر بأمن المملكة، فأمر باتخاذ كافة الإجراءات لحماية مكتسبات الوطن وأراضيه وأمن واستقرار الشعب السعودي الأبي؛ لأن همه - حفظه الله- وحكومته الرشيدة أمن واستقرار الشعب وأراضيه.

وليس هناك شك لدى أفراد المجتمع في قدرة قواتنا المسلحة ورجالها البواسل على حماية أرض الوطن من القوى الشريرة، إذا ما جدَّ الجد والوقوف إلى جانب قواتنا المسلحة لحماية الوطن ومساندتهم في حماية الوطن والمواطنين إذا دعت الحاجة.

اللهم احفظ بلادنا من كل شرور ومن كل معتد أثيم، إنك سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وكل عام وأنتم بخير.

- مندل عبدالله القباع