Friday 04/07/2014 Issue 15254 الجمعة 06 رمضان 1435 العدد
04-07-2014

العصائب والعمائم ... مَنْ يدعم مَنْ ؟

أعجبني كلام لأحد الكتاب قال فيه لا أحد يمكنه أن يدعي تحليلاً قريباً من الصواب فضلاً عن الصواب لما هو حاصل في العراق هذه الأيام.

هذا الكلام يؤكده كل محلل سياسي عربي وغربي، فقد أٌسقط في أيدي الجميع ، بداية كانت التهمة لنظام المالكي، وسريعاً ما انتفت لهول الخطب الذي وقع فيه المالكي ونظامه، فعشرات الآلاف من الجيش العراقي الذي هرب من المواجهة سبقه قادة كبار يعول عليهم النظام كثيراً، وأخيراً اعتراف المالكي في حواره مع البي بي سي بأن الوضع خطير جداً وأنه كان مفاجأة!!

اتهام الغرب في هذا الشأن بعيد كل البعد عن المنطق، لكن الشيء شبه المؤكد أن الوضع ثورة شعبية ضد نظام المالكي الظالم الطائفي الموغل في العمالة للنظام الإيراني.

في خضم هذه الثورة العارمة دخلت داعش في محاولة أن تجير هذا الانتصارات لما يسمى بدولة الإسلام في العراق والشام، ووجدت من يدعها إعلامياً لإرهاب حكومات المنطقة من هذا الزحف الأسود المخيف! لتعلن بعد ذلك (دولة الخلافة) وأمير الخلافة شبيه بمن يعيش في السرداب الشيعي، فهو اسم فقط ولا أحد يعرف من هو!

السؤال الذي يطرحه الجميع السياسي والاجتماعي ورجل الشارع من يدعم وينفخ في هذا الاسم (داعش) ومن المستفيد؟؟

لعل قراءة بسيطة للوضع من كافة زواياه ، سواء الوضع في سوريا أو الوضع في العراق، وأيضاً في اليمن وحرب الحكومة اليمنية مع الحوثيين ، يؤكد شيء واحد لا خلاف عليه وهو أن كل هذه الدول المضطربة يدعم الاضطراب فيها طرف ونظام واحد ألا وهو النظام الصفوي الفارسي في إيران .

إذا فإن التحليل المنطقي والواقعي يقول بأن (داعش) صنيعة الاستخبارات الإيرانية لا شك ولا جدال في ذلك، وحتى لا يأتي من يقول كيف نقبل بهذا القول و(داعش) سنية المذهب ؟ فإن الجواب البديهي أن مثل هذه الحروب وهذه الأساليب الاستخباراتية هدفها الأساسي تحقيق غايتها بأي وسيلة كانت، ولعل في ما تقوم به الاستخبارات الغربية في العالم الإسلامي خير دليل على ذلك، فالهدف الأساسي يجب أن يتحقق بأي وسيلة كانت.

عمائم إيران تلتقي مع عصائب داعش في هدف واحد رسم هذا الهدف أصحاب العمائم وينفذه بغباء تام أصحاب العصائب، وإن رددوا لعناتهم وغضبهم وكرههم للصفوية ولإيران الفارسية، لكنهم قطيع يسيره راعٍ خفي يدعم بالمال والعتاد ليحقق هدف الملالي الذين يسعون لتفرقة الأمة بتعاونٍ مكشوف مع من كانوا يكيلون لهم الشتائم بالأمس وما هي إلا تقية يمارسها السياسي كما يمارسها الديني.

أختم هذه المقالة بتحذير سبق أن حذر منه الكثير من العلماء الشرعيين والساسة المعتبرين.. تحذير شباب الوطن وشباب الأمة عموماً من الانسياق خلف هذه الدعوات المنمقة الجميلة التي يقدمها هذا التنظيم للشباب الأمة الإسلامية، فما هي في الحقيقة إلا محرقة جديدة من محارق شباب المسلمين.

والله المستعان،،

almajd858@hotmail.com

تويتر: @almajed118

مقالات أخرى للكاتب