Friday 04/07/2014 Issue 15254 الجمعة 06 رمضان 1435 العدد

كلمات للتأمل

الكلمة الرابحة

هي كلمة العظماء والمؤثرون في هذه الحياة.. ماقالها أحدهم صادقا بها إلا ازداد تقديرا واحتراما ورفعة وعزا وما يثقل قولها إلا في نفوس الجهال والضعفاء والمتخبطين وما أنت منهم!.

قال عنها الفقيه أبي حنيفة النعمان إنها نصف العلم وبقولها مرتين يستكمل العلم.

كما أن الكاتب الفرنسي موروا كتب عن أهميتها في الحوار قائلا: يمكن تحسين الحوار بصورة كبيرة عن طريق الإكثار من استخدامها!

إنها الكلمة التي لا خاسر معها, كلمة لها مرادفات عدة وهي: لا أعلم ,لاأدري, لا أعرف.

بها يظهر عقل الفرد وفؤاده هل كلامه إلى بصيرة وحقائق راسخة تبين معدنه وتكسب ودّه أم لآراء وأهواء تفضح جهله وتلحق ظلمه وتنفر منه!

قل لمن ادعى في العلم فلسفة

علمت شيئا وغابت عنك أشياء

إن من يتكلم بغير علم أو خبرة صحيحة أو مرجع موثوق يجني على نفسه ومجتمعه ووطنه وأمّته وخسارته دنيويا وأخرويا لاحصر لها مهما كان عذره ولاحق إلا بالتصحيح والتخلص من الادعاءات وإبطال اللغو في الأوهام والظنون وذلك يسير لمن عقد العزم لأن يكون شخصا موثوقا رابحا ناجحا وأنت منهم.

إليك هذه الخماسية لاكتساب قول لا أعلم:

1 - أخلص النية واتخذ قرارا صادقا جدّيا بعدم الحديث أو الرد في الأمور التي ليست من اختصاصك العميق أو لا تعلم تفاصيلها بوضوح, أي لا تكن إمعة تتبع هذا وذاك دون أي ثوابت وأصول.

2 - راجع ذاتك وتخلص من الأسباب الفكرية المتوهمة والتي تمنعك من الصمت أو قول لا أدري إذا سئلت أو حتى هيّجت! مثلا: لا تظن أن عدم تعليقك حول أمر ما أو قول لا أدري سواء للصغير أو الكبير فيه إنقاص لقدرك أو مكانتك مهما بلغت بل على العكس تماما يظهر قدر احترامك ونقاوة صدقك وعزة أمانتك,لا تعتقد أبداً أن المشاركة برأيك في كل أمر دون علم فيه تمكين وحضور أو سمعة طيبة لك بل على العكس يظهر جهلك ويعري أخطاءك وحاشاك ذلك!. وقد قال أحد الحكماء: «إن كان نصف العلم لا أدري, فنصف الجهل: يقال, أو أظن».

3 - اتخذ مبدأ النور لتعيش بطمأنينة وراحة وذلك بأن تخدم من ما وهبت إياه وعلمت فيه وقدرت عليه لتحميه وتتمكن فيه كي يبارك لك فيه ويحفظ و لايضيع أويتوارى في متاهات توافه الأمور.

4 - إذا سئلت عما نسيت وهو من مجال علمك فقل بكل صراحة لعلك تذكرني به جيدا وأرشده نحو مراجع موثوقة فيها الإجابة الوافية أما إذا كان من غير اختصاصك أو حتى لم يتضح لك فقل لاأعلم وإن كنت تعرف من هو أعرف به فأرشد الآخر إليه. وتذكر قول الحكيم الثوري: «لا نزال نتعلم ما وجدنا من يعلمنا».

5- احرص على قول: لا أدري ولا أعلم ولا أعرف مرارا إذا التجأ إليك أحدهم وألح بسحب رأيك في الأمور التي لا تريد الخوض فيها. قد يكون ردك بما يريد راحة من ضغطه الآن لكن يتبعه ندمك وحسرتك فيما بعد!.. ولست مكلفا بهذا المصير فالخيار خيارك إذا تدربت على قول :لا أعلم لن تصعب عليك!

وقود لحياتك:

ثق لن تصعب عليك..فقط اصدق النية وجرب مرة تلو المرة.

- أ.هدى بنت ناصر الفريح

hudaalfourih@gmail.com