Friday 04/07/2014 Issue 15254 الجمعة 06 رمضان 1435 العدد

بصمـة

خفّض عليك قليلا، فالأمر أهون مما تظن، وأصغر مما تقدر، وأعلم -وما أحسبك إلا عالمًا- أنك لم تسقط من قمة جبل شامخ إلى سفح متحجر فتبكي على شظية طارت من شظايا رأسك، ولم يهوِ بك القضاء إلى هوة عميقة لا خلاص لك منها أبد الدهر.

إنك قد سعيت إلى غرض؛ فإن كنت هيأت له أسبابه، وأعددت له عدته، وبذلت له من ذات نفسك ما يبذل مثله الباذلون في مثله، فقد أعذرت إلى لله وإلى الناس وإلى نفسك، فحري بك أن لا تحزن على مصاب لم يكن عملًا من أعمال يديك، ولا جناية من جنايات نفسك عليك، وإن كنت قصرت في تلمس أسبابه، ومشيت في سبيله مشية الظالع المتقاعس، فما حزنك على فوات غرض كان جديرًا بك أن تترقب فواته قبل وقت فواته؟ وما بكاؤك على مصاب كان خيرًا لك أن تعلم وقوعه قبل يوم وقوعه؟

«المنفلوطي»