Sunday 06/07/2014 Issue 15256 الأحد 08 رمضان 1435 العدد
06-07-2014

الأخبار تأكل بعضها !!

منذ كارثة الطائرة الماليزية المفقودة في الثامن من مارس 2014م وعلى متنها 239 راكباً وحتى اليوم توالت حوادث كثيرة، وسيناريوهات متعددة نعرف بدايتها ونجهل نهايتها. فالطائرة ما يزال مصيرها مجهولاً حتى هذه اللحظة، برغم أنه يتوقع تحطمها في المحيط الهندي، وتلاها حادثة خطف الطالبات من لدن جماعة بوكو حرام في منتصف إبريل 2014م، وأيضاً لا أحد يعلم مصير الطالبات أسيرات الجماعة المجرمة! وكلا الحادثتين تلاشت أخبارهما، حيث قضت الحادثة الثانية على الأولى تماماً، ثم حل وباء كورونا محلياً واستنفر الناس؛ فطفقوا بأخذ الاحتياطات، ونشطت وزارة الصحة ببث التوعية والإرشادات لتجنب الإصابة به، وتوفي ما يزيد على 500 شخص وشفي منه أضعافهم, ثم خفتت أخباره لتستلم الراية فعاليات كأس العالم فتكتسح الأحداث الاقتصادية والسياسية الساخنة، وأهمها مغامرات (داعش) العجيبة وتنصيبها رجلاً مغموراً خليفة للمسلمين، وكأنّ الخلافة جزء من الإسلام أو مختزلة بشخصية واحدة دون أن تكون منظومة متكاملة! وهي مرحلة تاريخية سياسية عابرة مثلها مثل أي تطور تاريخي ومصطلح سياسي يتناسب مع ذات المرحلة، ولا أحسب أنّ عاقلاً يريد العودة والحياة كما في العصور السحيقة مهما أضفي عليها من قداسة عاطفية، أو وجدت ترويجاً هزيلاً ! ولا يمكن أن يقتنع أحد بالمتاجرة بالدين وفق رؤية ضيقة، أو العمد لإلغاء الحدود بين الدول وتكفير حكامها، والعودة لاستبدال مسمّى وزارة المالية بديوان الخراج أو وزارة الدفاع بديوان الجند مثلاً، خصوصاً أنّ كلمة ديوان غير عربية بالأصل، ناهيك أنها غير إسلامية ، وحكومتنا الرشيدة تسير حثيثاً نحو تغيير هذا المصطلح تدريجياً، وقد حوّلت مسمّى معظم الدواوين إلى وزارات وهيئات تتناسب مع وضع مؤسسات المجتمع المدني المتحضر.

وفي خضم الأحداث المتتالية الموجعة، نرجو الله أن يحل علينا حدث سعيد يلتهم تداعياتها وآلامها، خصوصاً أحداث ( داعش) وما يرافقها من رعونة وعبث بالمكتسبات البشرية الحضارية، ونأمل أن تضمحل هذه الجماعة وتعود لجحرها مثبورة، أو يتم القضاء على تلك الشرذمة مثلما قضي على غيرها من الحركات الانفصالية الظلامية!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب