Monday 07/07/2014 Issue 15257 الأثنين 09 رمضان 1435 العدد
07-07-2014

المرأة وإحسان الظن بها

في السنوات الأخيرة حصلت تغيرات في مجتمعنا السعودي تصب حول النظرة تجاه المرأة والذي يعود للوعي وتوظيف مقاصد الشريعة وفقه الواقع الذي يتم التعامل به من قبل المختصين به الذين لهم دور في التأثير على الذين يقصون المرأة ويرونها عورة في كل شي لاشك أن ما طرحه هؤلاء العلماء جعل الكثير يستنير بما طرحه هؤلاء وإن كان ليس جديداً ولكن قد يكون في مجتمعنا ولا سيما الذين ينقصهم العمق العلمي والالمام بتأصيله والذين يتأثرون بآراء بعض العلماء الذين يعملون بالقاعدة الفقهية (سد الذرائع) خوفاً أن تقود إلى مفسدة فلهذا أصبح وضع المرأة في المملكة العربية السعودية على درجة عالية من الرضا من أبناء هذا المجتمع حتى طلبة العلم حيث إنها أبدعت في جميع ميادين الحياة التي تتلاءم مع تكوينها الخلقي والفطري سواء كان على الصعيد المحلي والدولي فالمرأة السعودية شاركت في مؤتمرات عالمية ولاسيما المتعلقة بالتعليم والثقافة وكان لها حضور قوي في أروقة هذه المؤتمرات وأذكر بهذه المناسبة موقفاً لسعودية أكاديمية ذهبت إلى أوربا لحضور أحد الندوات العلمية برفقة زوجها وقد قامت بإعداد ورقة عمل تتعلق بمحاور هذه الندوة التي لابد أن تعرضها أمام الحضور وكانت متحجبة فعندما أتى الدور عليها للتحدث عن ورقتها ترددت المرأة الأوربية عن كيفية إتاحة الفرصة لها وهي متحجبة وقد لمست ذلك المرأة السعودية المشاركة بهذه الندوة فبادلتها بقولها إنا حاضرة ولن يكون الحجاب حائل وعائق من تقديم ورقتي وذهلت هذه المرأة الأوربية من جرأتها وأعطتها الفرصة وتحدثت وأبهرت الحاضرين وكانت ورقتها من أفضل ما قدم في هذه الندوة ولم يتوقف الأمر على ذلك بل حظيت باحترام وتقدير من المشاركين والحاضرين لفعاليات هذه الندوة وتوطدت العلاقات مع بعض من شارك في هذه الندوة. هذا الموقف المشرف من هذه المرأة السعودية التي مثلت المملكة في هذه الندوة يعطي رسالة للعالم أن المرأة السعودية لا ينقصها أي شيء ولديها الإبداع والمهارات والثقافة وأن تمسكها بحجابها شرف ووسام تعتز به وأنه لولا الله تم حجابها لما وصلت إلى ما صلت إليه من مكانة علمية وقيادية في جميع التخصصات كذلك قبل أن أختم، أحب أن أشير إلى نقطة مهمة تغيب عن بعض الغيورين عليها وهي إساءة الظن بكل امرأة سعودية سافرة أو متبرجة داخل المملكة وخارجها عليهم إحسان الظن بها ولا يطلقون عبارات سوء الظن جزافاً فكم من امرأة سافرة ومتبرجةلديها حب لهذا الدين وتسأل الله أن يهديها للتمسك به وأن ما وقعت فيه يعود إلى ضعف إيمانها، وهذا ما سمعته من إحدى الأخوات التي كانت في جواري في أحد مقاعد الطائرة التي كنت فيها في رحلة خارجية خارج المملكة عندما بادرتني بالحديث وقالت أكيد أنك شاهدتني وأنا أقوم بتسفيط العباية وإدخالها ضمن أمتعتي الشخصية فرديت عليها، هذا شأنك وليس شأني، وليس من حقي حتى التحدث فيه، قالت: أعلم ذلك ولكن أشهد الله أنني أشعر أنني ارتكبت ذنباً بفسخ العباية ودائماً أعد نفسي بعدم فسخها وأكرر هذا المشهد، وأسأل الله لي الهداية، ولكنني أحمد الله أنني محافظه على الصلاة وأركان الإسلام ولا أرتكب أي مخالفات محرمة سوى هذه المعصية ألا وهي الحجاب.

- أمين مكتبة مكتب التربية العربي لدول الخليج سابقاً

مقالات أخرى للكاتب