Tuesday 08/07/2014 Issue 15258 الثلاثاء 10 رمضان 1435 العدد
08-07-2014

أعداء التنمية!

حين نشرت وكالة الأنباء السعودية خبراً عن توجيه خادم الحرمين الشريفين وزارة البترول وأرامكو السعودية بتنفيذ مشروعات الملاعب الأحد عشر، والتي أمر بها قبل ذلك حفظه الله، قمت بنشر الخبر في حسابي بتويتر، مرفقاً به رابط الخبر من وكالة الأنباء.

وكنت كتبت بعدها أكثر من تغريدة أشير إلى أهمية هذه الملاعب، في تأسيس بنية رياضية منافسة لما يحدث في العالم، وكذلك أهمية أن تستلم شركة كأرامكو السعودية هذه المشروعات، لما عُرف عنها من دقة في تنفيذ المواصفات، وانضباط في مواعيد التسليم.

أغرب ما في الأمر، هي ردود بعض المتابعين في تويتر، ولعل أكثرها تشير إلى التساؤل عم تفيدنا هذه الملاعب، نحن نريد مساكن للمواطنين، وكأن ميزانيات هذه الملاعب مأخوذة من مخصصات وزارة الإسكان، أو كأن تنفيذ هذه الملاعب سيعطّل مشروعات الإسكان المعتمدة لدى وزارة الإسكان، أو كأن جماعات العمالة التي ستنجز هذه الملاعب كانت تعمل في مشروعات الإسكان، وتم سحبها من هذه المشروعات!

كلنا تابعنا أخبار الأمر الملكي الكريم بإنشاء خمسمائة ألف وحدة سكنية قبل سنوات، التي رصدت لها نحو 250 مليار ريال، وبالتالي فإن تأخير إنشاء هذه الوحدات، وتسليمها إلى مستحقيها من المواطنين، لا يعني أن نحرم أنفسنا من مشروعات تنموية مهمة في مختلف المجالات، التعليمية والطبية والرياضية، خاصة أن هذه المشروعات الرياضية هي تحقيق طموحات جيل شاب واسع، يمثِّل أكثر من نصف المجتمع السعودي!

أدرك أن بعض القراء، سيوقفونني عند هذه النقطة، ويقولون بأن هذا الجيل الشاب الطموح يحتاج إلى الوظائف والمساكن أكثر من حاجته إلى الملاعب، وهذا صحيح، لو أن موازنة هذه الملاعب معطَّلة لتنفيذ الوحدات السكنية، وليست وزارة الإسكان التي لم تستطع أن تخطط بشكل سليم للتنفيذ بأفضل جودة، وأقصر مدة ممكنة، وتحوّلت إلى مقاول بدلاً من منظم ومشرّع لهذه المشروعات الضخمة من الأحياء السكنية!

هؤلاء المحبطون، أعداء التنمية بشكل أو بآخر، هم ممن يحاولون التقليل من أي منجز، وانتقاد أي قرار، دون أن يدركوا أننا ننعم بثروات وطنية ضخمة، سواء من حيث الأموال، أو من حيث الكوادر البشرية، وتوزيع هذه الثروات على مختلف أوجه التنمية، هو ما يصنع مستقبل هذه البلاد، وبصرف النظر عن تأخر قطاع ما عن تنفيذ ما أوكل إليه، وإن كنت مع محاسبة هذه القطاعات التي سهلت لها كل سبل النجاح في التنفيذ، لكنها تقاعست عن التنفيذ بالمواصفات المحددة، وفي الوقت المحدد!

علينا أن ندرك أننا خلال عامين أو ثلاثة، سنصبح قادرين على استضافة نهائيات أمم آسيا، وربما مونديال كأس العالم، بعد أن نمتلك أكثر من ثلاثة عشر ملعباً دولياً متميزاً، خاصة إذا أنجزنا مشروعات النقل العام، وأصبحنا نمتلك شبكة خطوط سكة حديد تربط بين مدن هذه المناطق الثلاث عشرة، وهذا الشرف يعني أن المملكة حاضرة في المشهد الإقليمي والعالمي، سواء على المستوى الاقتصادي، أو الرياضي!

كلنا أمل بالله، ثم بأرامكو السعودية، أن تكون على مستوى التحدي والالتزام في التنفيذ والتوقيت، كي تعلق على جيد الوطن إحدى عشرة جوهرة في المستقبل القريب.

مقالات أخرى للكاتب