Tuesday 08/07/2014 Issue 15258 الثلاثاء 10 رمضان 1435 العدد

استجابة للمتغيرات العالمية في القطاع المصرفي.. إطلاق منتج معلوماتي لمتطلبات «الامتثال» و«المُقاصة»

بسبب «الامتثال» .. بنك أمريكي ينهي أنشطة «المراسلة» مع مصارف إسلامية في الخليج

محمد السهلي من الرياض:

قالت مصادر مطلعة إن بنك جيه.بي مورجان قطع علاقات المراسلة المصرفية مع بنوك إسلامية وتقليدية تعمل في الخليج.. وكان البنك قال في مذكرة لموظفيه العام الماضي إنه سيقلص علاقاته بالبنوك الأجنبية استجابة لضغوط تنظيمية. ويبلغ عدد البنوك التي تم قطع العلاقة معها 500 بنك. وفي إطار هذه العملية قطع البنك علاقات في أنشطته الخاصة بإدارة الأموال في الشرق الأوسط بما في ذلك علاقته مع بنك الإمارات دبي الوطني أكبر بنوك الإمارة وكذلك أحد البنوك الإسلامية الكبرى التي تعمل في الخليج .

ويعود السبب في قطع العلاقة مع البنك الإسلامي، الذي تحتفظ الجزيرة باسمه، إلى أن البنك الأمريكي لم يكن قادرا على الحصول على إجابة بخصوص مصدر الدفعات المالية التي تأتي بالدولار، بحسب وكالة بلومبرج. وتحتوي خدمة المراسلة المصرفية على السماح للبنوك بأخذ الودائع أو دفع أموال بالنيابة عن البنوك الأجنبية التي تتعامل معها. ولطالما كانت «المراسلة المصرفية» جزءا أساسيا من أعمال جيه.بي مورجان والتي تتضمن أنشطة مثل إجراء معاملات وتسوية مدفوعات بالدولار لبنوك أجنبية. وذكر مصرفي آخر في دبي أنه تلقى معلومات مماثلة. وقال «هذه ليست مفاجأة كبيرة في ضوء الضغط الذي تعرض له (البنك) من الجهات التنظيمية. فهو يقطع أي علاقة تنطوي على مخاطر حتى لو كانت بسيطة.» وتبين في أغسطس آب الماضي أن هذه الأنشطة سيتم تقليصها في جيه.بي مورجان وأن البنك لن يقبل أي عملاء جدد خاصة في ضوء التدقيق المتزايد من الجهات التنظيمية عقب خسائر تعاملات «حوت لندن» الخاصة بالمشتقات. وقال مصرفيون يعملون لدى بنوك دولية في الشرق الأوسط إنهم سيفاجؤون إذا كان جيه.بي مورجان هو الشركة العالمية الوحيدة التي تخفض علاقاتها في المنطقة. وقال أحد المصرفيين «أعتقد أنه من ليس من قبيل الإنصاف بعض الشيء أن نخص بالذكر جيه.بي مورجان في هذه المسألة. الكثير منا سيحتاج إلى إعادة النظر في علاقاته وقد يكون هناك مزيد من التطورات من هذا النوع».

جهود المملكة

وحديثا تم تنظيم الملتقى السنوي السادس للامتثال ومكافحة غسل الأموال في العاصمة السعودية الرياض. وغطى الملتقى ،الذي تم تنظيمه بالشراكة مع رويترز والمعهد المصرفي، جوانب عده شملت على التطرق إلى قانون تطبيق الامتثال الضريبي الأميركي على الحسابات الخارجية، ومكافحة تبييض الأموال، وترسيخ الشفافية والمساءلة في ثقافة الشركات، وإدارة مكافحة الاحتيال، بالإضافة إلى العديد من المواضيع. ولقد تم تعديل نظام مكافحة غسل الأموال ولائحته التنفيذيــة في السعودية ليغطي العديد من المتطلبات والمستجدات المحلية والدولية، هذا بالإضافة إلى إصدار نظام جرائم الإرهاب وتمويله وقرار مجلس الوزراء عام 2013 بتعيين مكافأة مالية للمبلغين عن العمليات التي لها علاقة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب.

منتج جديد

قالت تومسون رويترز إنها أطلقت سجل معلومات مركزيا لمساعدة البنوك في الامتثال لمتطلبات متزايدة بخصوص بيانات العملاء وخفض التكاليف عن طريق الحد من تكرار الوظائف. وقالت شركة الأخبار والمعلومات إن المنتج سيعمل كدار مقاصة مركزية للبنوك والمؤسسات ومديري الأصول وصناديق التحوط وغيرهم للتحقق من وثائق الهوية الخاصة بالعملاء. ويقول مصرفيون كبار منذ فترة إن هناك مجالا لتعاون البنوك في تقاسم بيانات العملاء لتلبية متطلبات متزايدة بهذا الخصوص وخفض التكلفة. وتلزم الجهات التنظيمية البنوك باتباع سياسات صارمة في هذا المجال وتشديد الالتزام بها لتعزيز التصدي إلى غسل الأموال والاحتيال وضمان الامتثال إلى إجراءات شتى من العقوبات التي تفرض على الأفراد إلى إصلاحات للقطاع مثل قانون دود-فرانك لإصلاح الأسواق وحماية المستهلكين. وتوظف بنوك كثيرة الآن مئات الموظفين في أقسام التحقق من معلومات العملاء. وقالت تومسون رويترز إن من الأجدى للشركات أن تقدم بياناتها مرة واحدة بدلا من تكرار ذلك مع كل بنك تتعامل معه. وقالت إنها طورت المنتج «أكيلوس أورج آي.دي» بالتعاون مع بنوك رئيسية وشركات مالية أخرى وإثر مناقشات مع تسع هيئات تنظيمية. ومع سعي البنوك لتوفير الوقت والجهد وتكلفة جمع المعلومات عن العملاء قال عدة مزودين إنهم يتطلعون إلى تقديم خدمات بيانات مركزية.

جيه.بي مورجان

وقال مصدر مطلع لرويترز «يجري جيه.بي مورجان مراجعة عالمية لعلاقاته المصرفية على صعيدي الربحية والالتزام. وفي الشرق الأوسط قطع الكثير من العلاقات ومن بينها علاقته مع بنك الإمارات دبي الوطني». ولا يعقب جيه.بي مورجان على علاقاته مع البنوك الأخرى. ولكن مصد را قال «من المعروف أننا نشدد ضوابطنا خاصة في مجال المراسلة المصرفية... وذكرنا ذلك في نتائجنا للربع الثالث.»

وقال متحدث باسم الإمارات دبي الوطني إن البنك لا يعقب على العلاقة بينه وبين بنوك المقاصة. وذكر جيه.بي مورجان في بيان أنه من «المهم لنا تعليق أنشطتنا وتقييمها خاصة في الأسواق الممتازة لضمان أن نكون في وضع قوي يكفي للاضطلاع بمسؤولياتنا على المدى الطويل».

ومن بين المشكلات التي تواجه البنوك العالمية في المنطقة علاقة بعض البنوك الخليجية بعملاء في إيران رغم أنه ليس هناك ما يشير إلى أن العلاقة مع الإمارات دبي الوطني قطعت لهذا السبب.

وقالت رويترز إنه في فبراير شباط 2012 أوقف بنك نور الإسلامي في دبي (الذي يعرف حاليا باسم بنك نور) تحويل مليارات الدولارات من مبيعات إيران النفطية عبر حساباته بعد ضغط من الولايات المتحدة.

وفي مايو أيار الماضي أدرجت الولايات المتحدة شركتي الهلال للصرافة والفدا انترناشونال جنرال تريدنج في دبي على القائمة السوداء بتهمة بمساعدة إيران على تفادي العقوبات المالية المفروضة عليها.

وفي وقت سابق قالت سويفت - وهي مجموعة مقرها بروكسل تستخدمها آلاف البنوك لتبادل الرسائل المالية - إن ستة بنوك اتفقت على تطوير واستخدام سجل جديد لبيانات العملاء بهدف جمع وتقاسم المعلومات عن البنوك الأخرى التي يستخدمونها في معاملاتهم. وقالت تومسون رويترز التي تحقق حوالي نصف إيراداتها من البنوك والمؤسسات المالية الأخرى ونحو الربع من مهنة المحاماة إن تومسون رويترز ترانساكشن سيرفيسز التي تقدم خدمة الوساطة الإلكترونية في تداول العملة تستخدم أكيلوس أورج آي.دي وإن عملاءها البالغ عددهم سبعة آلاف بنك ومستثمر مسجلون بالفعل على المنتج.

وقالت إن شركتها الشقيقة تريدويب ماركتس وهي مزود لأسواق الدخل الثابت والمشتقات تجري محادثات لاستخدام المنتج. وتقول البنوك إن سرية معلومات العملاء والأمن كانا يحولان دون تقاسم المعلومات في السابق. وتقول تومسون رويترز إن المنتج آمن تماما وإن العميل هو من يحدد البنوك المسموح لها بالاطلاع على بياناته.