Thursday 10/07/2014 Issue 15260 الخميس 12 رمضان 1435 العدد
10-07-2014

دولة الإرهاب وإرهاب الدولة!

تجتمع على أرض العراق هذه الأيام أشكال مختلفة من التطرف وأصناف متنوعة من الحماقة والرعونة والتهور، ولأن التطرف لا ينتج سوى العنف والكراهية، حصد العراقيون قبل غيرهم ما زرعته حكومة نوري المالكي الذي أساء للعراق أمام العالم وأساء للمكون الشيعي داخل العراق، تعامل للأسف الشديد مع العراقيين بمنطق طائفي، وهذا الذي يرضي المتطرفين في إيران، لأنه يزيد الاصطفاف الطائفي،

الذي بلا شك يزيد الاقتتال ويؤجج الصراعات، لإدخال المنطقة في دوامة عنف عصاباتي ليس لها آخر، ومن ناحية اخرى يجعل الهوية الشيعية مهيمنة على العراق وبالتالي ينصاع العراق صاغراً إلى ما يمليه المرشد الأعلى في طهران!

الحقد الطائفي عند أكثرية المنتمين إلى حزب الدعوة المتشدد مرجعه كرههم لنظام صدام حسين المستبد، ومنهم أعداد كبيرة حاربت إلى جانب إيران في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، ولا يعلم هؤلاء أن نظام صدام لم يكن يفرق كثيراً بين السني والشيعي، بل كان التفريق على أساس الانتماء لحزب البعث من عدمه.

حقدهم المبالغ به جعلهم يعتقدون بأن كل سني صدامي، وكل من ليس معهم بعثي، وكل من ينتقدهم إرهابي! أصبح التهميش منهجياً والاقصاء مقصوداً وكأن وطناً بحجم وتاريخ ومكانة العراق ملكاً حصرياً لحزب الدعوة بجناحه الإيراني!

ابتعدت السعودية عن الملف العراقي بشكل كامل منذ أن رفضت الغزو الأمريكي، ومنذ أن أسدت للأصدقاء الأمريكيين نصيحة عدم التورط في ما لا يحمد عقباه، حماية للمنطقة أولاً ووقاية لها من فوضى يعلم كل من يعرف العراق ومكوناته بأنها قادمة لا محالة.

حتى عندما طلب السياسيون العراقيون من المملكة أن تتدخل في مواقف مختلفة، رفضت السعودية، وأصرت على أن تبقي مسافة بينها وبين ما يجري هناك، مع حرصها على اجتماع كلمة كل الأحزاب والفاعلين في المشهد العراقي، من خلال تصريحات ودعوات لرأب الصدع وجمع الكلمة، ومع ذلك لم تسلم المملكة من حماقة الحمقى وجهالة السلطوي الفاشل الذي أدار علاقاته السياسية مع الجوار بمنطق أعوج.

ليس غريباً أن ينتج إرهاب الدولة، دولة إرهابية، وليس عجيباً أن تحدث كل هذه الفوضى المرهقة للعقل، إرهاب الحكومة أنتج هذه الجماعات إما بالدعم المباشر أو بإعطائها البيئة الخصبة للعمل، أما ثوار العراق فإنهم يمثلون الأكثرية، ولديهم مطالبهم التي يأتي في مقدمتها عراقيتهم المسلوبة.

دولة الإرهاب «داعش» تعلن بصراحة حربها على الدول المسلمة وهو بالنسبة لها أهم وأعظم من تحرير القدس، بحسب ما يصرح به منظروها، هذه الجماعة الإرهابية لم تأت من فراغ، ولم تؤسس من العدم، وهناك من أنفق ملايين الدولارات لتكون على ما هي عليه الآن، من المستفيد يا ترى؟

يهددون المنطقة ويتحرشون بالسعودية ويقتلون السنة قبل غيرهم ويثيرون الذعر والمصيبة أن أبناءنا هم وقود النار التي يشعلها هؤلاء... حمانا الله منهم ومن دواعش صامتون يعيشون بيننا..

عن قرب: تحية واحترام وتقدير لكل قطرة دم نقية نزفت من أجل أمن وطننا.. رحم الله الشهداء الأبرار الذين ذهبوا ضحية الإجرام والغدر والخيانة في شرورة.

Towa55@hotmail.com

@altowayan

مقالات أخرى للكاتب