Thursday 10/07/2014 Issue 15260 الخميس 12 رمضان 1435 العدد
10-07-2014

شرورة .. تدحر الأشرار

مدينة شرورة هي محافظة من محافظات منطقة نجران في جنوب المملكة العربية السعودية، وهي مدينة صحراوية تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من منطقة نجران وبها مفترق طرق تربط بين الجنوب والشمال والغرب والشرق

ويصل عدد سكان هذه المحافظة قرابة 90 ألف نسمة ويوجد بها العديد من الدوائر الحكومية وإسكان منسوبي قوى الأمن الداخلي كما يوجد بها مطار إقليمي برحلات يومية متصلة من وإلى الرياض وجدة.

أما منفذ الوديعة البري والذي يقع على الحدود السعودية اليمنية وكان مسرحاً للأحداث الإرهابية والتي جرت نهاية الأسبوع الماضي واستشهد فيه عدد من أبناء هذا الوطن فهو يبعد عن مدينة شرورة حوالي 60 كلم وهو الموقع الذي اجتازه الإرهابيون بعد أن قتلوا أحد الجنود اليمنيين على المنفذ من الجانب اليمني ثم انتقلوا إلى الجانب السعودي على الحدود وعمدوا إلى تفجير البوابة وإطلاق النار ثم الدخول إلى الأراضي السعودية والاستيلاء على دورية أمنية والتوجه إلى وسط مدينة شرورة وبعد مطاردتهم ووصولهم لأحد مباني المباحث العامة في شرورة قامت قوات الأمن بمحاصرتهم وطلب منهم تسليم أنفسهم فرفضوا وقاموا بتفجير أنفسهم.

هنيئاً لشهداء الوطن العريف فهد هزاع الدوسري والعريف محمد مبارك البريكي والعريف سعيد هادي القحطاني والجندي أول سعيد بن علي القحطاني حصولهم على شرف الشهادة دفاعاً عن الوطن وأسأل الله أن يلهم عوائلهم وذويهم الصبر والسلوان فقد استشهدوا دفاعاً عن وطنهم ضد أعدائه الذين هم وللأسف من أبنائه أيضاً.

هؤلاء الأشرار الذين لقوا حتفهم على أرض شرورة هم ثمرة الفكر الضال الفاسد والذي يبيح لنفسه أن يقتل أخاه المسلم من أجل زعزعة الأمن وإثارة الفتنة ونشر الخوف والرعب في أرجاء الوطن، والمؤلم أن بعض هؤلاء استغل حرص الوطن على احتوائه ولم يوف باهتمامه به، بل واجهوا المعروف بالتمرد وهذا طبع اللئام الذين يجحدون النعمة ويبطرون ويسعون في الأرض فساداً.

هؤلاء من أصحاب السوابق الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية متنوعة منها السجن لتورط بعضهم في جرائم ونشاطات إرهابية ومنهم من كان في مناطق صراعات دولية ومنهم من كان متعاطياً للمخدرات ثم فر إلى خارج المملكة بطريقة غير نظامية ومنهم من كان في مناطق صراع وقامت الدولة باستعادته فأي أهداف جمعت هؤلاء غير أهداف البغي والفساد وقتل الأبرياء والآمنيين.

هؤلاء الشهداء الذين استشهدوا فداء للوطن هم نموذج للأبطال الموجودين اليوم على جميع المنافذ الحدودية، ولئن سعى هؤلاء لتهديد الحدود في الجنوب كما سعى غيرهم للتربص بالحدود في الشمال فسيجدون أمثال هؤلاء الأبطال في كل مكان يمثلون قوة ردع وجبهة صد لدحر الأعداء مهما كانت هويتهم ومهما كانت دوافعهم ومهما كانت أسماؤهم فالإرهاب لا هوية له ولا انتماء ولا اسم فهو لا يعرف إلا لغة واحدة هي لغة القتل والبطش.

لن تكون هذه العملية الإرهابية هي آخر عملية يقوم بها الأعداء ضد هذا الوطن فهم موجودون في كل مكان بل إنهم يتنافسون في الإعلان عن رغبتهم الجامحة للمساس بأمن هذا الوطن والنيل من استقراره ولذلك يجب علينا أن نكون حذرين للغاية وأن نسعى جاهدين لأن نكون على أتم استعداد وأن نفرق بين الصديق والعدو وبين المنافق والمخلص وبين من يريد الخير لهذه الأرض الطيبة وبين من يريد لها أن تبقى في دائرة الفوضى والاضطراب.

إن أمن هذا الوطن محفوظ بإذن الله أولاً قبل كل شيء ثم بهمم وعزيمة أبنائه من المخلصين الذين نذروا أنفسهم فداء لحماية هذا التراب الطاهر من كيد الأعداء وحقد الحاقدين.

مقالات أخرى للكاتب