Thursday 10/07/2014 Issue 15260 الخميس 12 رمضان 1435 العدد
10-07-2014

(اللهم إني صائم) !

يحسب للفنانة مريام فارس (اللهم إني صائم) أنها الأشجع فيما يخص (فذلكة) تجميل الخشوم، وهي فلسفة ما زالت صامدة أمامها منذ سنوات عدة، رغم اعترافها بأن خشمها كبير, وأنها غير مُستعدة للذهاب للمستشفى لإجراء عملية تصغير (لمنخارها) كما تفعل بقية الفنانات (اللهم إني صائم). الجملة الأخيرة بين معكوفين للتذكير بأننا في شهر الرحمة، ولإحسان النّوايا!

للأسف، أصبح رمضان موسماً للكشف عن (اللوك الجديد) للفنانات من خلال أعمالهنّ المعروضة خلاله، وهو أيضاً موسم البُعد عن الأضواء وإجراء العمليات بصمت للإعلاميات والمطربات ومن في حكمهنّ، للخروج في العيد (بحلة جديدة)؛ فكل شيء قابل للتعديل، إما على الطريقة (الكردشيانية) عالمياً، أو على الطريقة (الهيفاوية) عربياً، نسبة إلى صاحبة مدرسة عمليات التجميل (هيفاء وهبي). بكل تأكيد يجدر بي هنا أن أقول (اللهم إني صائم)!!

المسألة مقبولة على مضض بالنسبة للفنانات، مع العلم أنك قد تحتاج إلى (مُعرّف) لبعض الشخصيات التي لا يمكن أن تعرفها بسهولة من أول نظرة، بعد أن تعرضت (لعوامل التعرية)، وتغيرت معظم ملامحها. لكن غير المقبول إطلاقاً أن تصيب هذه العدوى بعض الفنانين والإعلاميين، وهو ما لا يتناسب مع طبيعة المجتمع العربي والمسلم بالتأكيد، وهذا منزلق مخيف، ومحزن، وناقوس خطر يهدد المحتوى الإعلامي العربي، عندما تكون الأهمية للمظهر، لا للمضمون؟!

هل نحن نجيد التجميل، وننسى التجَمُّل؟!

برأيي، إن الأخير أهم، وخصوصاً للمسؤولين عن تنظيم وتجميل المدن، ممن أنعم الله عليهم بعد المنصب، وخصوصاً في احتفالات العيد المقبلة. فبكل تأكيد المواطن لا يحتاج إلى مسؤول وسيم، يهتم بهندامه، وصورته، ومكتبه، ويفكر في تعديل (كرشته)، أو التخفيف من (بروزها) بالمشي، مُتناسياً واجبه الخدمي المؤتمن عليه، فما أشبه هذا بذاك؟!

فلا فرق بين من يحاول أن يجمِّل في (خشمه)، ومن لا يتجَمَّل بـ (كرشته)؛ لأن المواطن في كل الأحوال سيردد (اللهم إني صائم)، وعلى طريقة (مالك إلا خشمك لو هو عوج)! وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب