Thursday 10/07/2014 Issue 15260 الخميس 12 رمضان 1435 العدد

داوي عَليْلـَكَ بالمِسْكين تُطْعِمُهُ

عبدالمجيد محمد المطيري

مدخا

يا مَنْ تـَصَدَّقَ مالُ الله ِ تـَبْذلـُهُ

في أوجُـهِ الخير ِما لِلمال ِ نـُقصانُ

كـَمْ ضاعَفَ اللهُ مالا ً جادَ صاحِبُهُ

إنَّ السَخاءَ بـِحُكـْم ِاللـهِ رضوانُ

الشـحُّ يُفـْضي لِسُقم ٍ لا دَواءَ لـَهُ

مالُ البَخيل ِ غـَدا إرْثـا ً لِمَنْ عانوا

من سنن الله في هذه الحياة أن جعلها فيها الغني والفقير

منهم الذي أعطاه الله الخير ومنهم من قدر الله رزقه وضيقه وما هذا إلا لحكمة قدرها الله لعباده.

حتى يسخر بعضهم لبعض ،وهذا تكافل رباني وتآخ في العبادة فيكتب الله للمحسنين والمنفقين في سبيله الأجر العظيم.

قال تعالى في محكم كتابه : {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.

وقال عز وجل في سورة النساء: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.

الصدقة وحاجة المحتاج إليها.. هذا ما دعاني أن أكتب هذا الموضوع الكبير في تفاصيله وفضائله واعترف بحق أنني مقصر معلوماتياً ولكن استدركت بعضه من البحث لأكمل موضوعي ولاكتسب المعرفة حول الموضوع. فيكتب الله لي ولكل من له حرف نقلته أسال الله أن يكتب لنا الأجر فيه.

كم هي سعة رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء؟!

أعمال يسيرة ، وأخرى كبيرة تناسب كل همة، وتوافق كل عزيمة

بضاعة رائجة وتجارة مثمرة

معروضة على عرصات الحياة

وكل الناس يغدو إليها ، وينافس عليها ، فأين أنت عنها؟!

هل ترضى بالدون وتقنع باليسير؟!

فيا لحسرة المفلسين في يوم القيامة والدين!

ويا لفرحة الفائزين برضوان رب العالمين !

إنها الصدقة

تطفي غضب الرب . وتدفع ميتة السوء.. قال صلى الله عليه وسلم «صنائع المعروف تقي مصارع السوء»، وقال صلى الله عليه وسلم «إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء».

تجعل الملائكة تدعو بالخلف على المتصدق قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا‏).

إنها الصدقة.

تبعد الشياطين عنك وتعالج المرضى, قال صلى الله عليه وسلم «داووا مرضاكم بالصدقة».

وتمحو خطاياك, قال صلى الله عليه وسلم «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار».

وتمحي عرضك وشرفك, قال صلى الله عليه وسلم «ذبوا عن أعراضكم بأموالكم».

وهي ظلك من اللهب, قال صلى الله عليه وسلم «كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس».

وتفك رهانك يوم القيامة, قال صلى الله عليه وسلم «من فك رهان ميت (عليه الدين) فك الله رهانه يوم القيامة».

إنها سترك من النار، قال صلى الله عليه وسلم «يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة, فأنها تسد من الجائع مسدها من الشعبان».

بالصدقة يكتب الله لك الرزق ونزول البركات:

قال الله تعالى {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}

بالصدقة تنال البر والتقوى:

قال الله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ}.

ويأتيك الثواب وأنت في قبرك:

قال صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له».

إذا أردت أن تتصدق.. فتصدق بالسر.. ففي ذلك الإخلاص لله عز وجل وستر للمتصدق عليه.

الصدقة الوصول لبسمة الآخرين ودعاؤهم لك..

الصدقة التقرب إلى الله وتوفيقه ورضاه عنك..

الصدقة محبة الآخرين ورمز الصالحين واتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

الصدقة هي النافعة لك بحياتك وبعد موتك ـ

الصدقة هي مفتاح الحسنات وكفَ السيئات..

تذكر بأن الكفن ليس له جيوب..

والصدقة راحة للنفس من كل العيوب..

الذي يتصدق..؟

يزيده الله من نعيمة.. ويشفي الله سقيمة

تصدق ولو بشي قليل ..فعند الله الشيء الكثير..

تذكر دائماً..عندما تقنع أحداً بتخصيص مبلغ من راتبه

فسيأتيك مثل أجره

من غير أن ينقص منه شيء لأنك السبب

فقد تموت وهناك من يتصدق بسببك

فيستمر لك الأجر وله ولكل فاعل خير اقتدى بعملك.

مخرج

التـَصَدُّقَ إسعادٌ لِمَنْ حُرِموا

أهلُ السَّخاءِ إذا ما احْتـَجْتهُمْ بانوا

داوي عَليْلـَكَ بالمِسْكين ِتـُطْعِمُهُ

البَذلُ يُنـْجيكَ مِـنْ سُقْم ٍ وَنِيرانُ

يا مُنـْفِقا ً خَلَفا ً أُعْطِيتَ مَنـْزِلـَة

يا مُمْسِكَا ًتـَلـَفا ًتـَلْقى وَخُسْرانُ

لا تـَخـْذِلـَنَّ لآتٍ رادَ مَسْألَةً

جَلَّ الـَّذي ساقـَهُ كافاكَ إحْسانُ