Friday 11/07/2014 Issue 15261 الجمعة 13 رمضان 1435 العدد

يا أمي

(1)

طيبة قلبك.. يا أمي

تربكني،

أنظر للناس، أفجع يا أمي

لا يوجد مثلك أحد،

طهراً ونقاءً..

كأنك علمت الطهر كيف يصير

وصبغت الصفو بكفيك..

يا دوحة حب وحنان..

يا منبع نهر الجنة..

يا مرفأ أمني.. يا أمي..

يا جفلة خيل القلب

حين يخدعني الناس

وبيدي ألكأس،

يسقيهم حبي..

كم قاسيت وعفوت

تعب..وباس.

من دونك عمري.

أتذكر كم أقلقك الزمن الغادر

وانتظرت بصبر حتى الفجر السافر..

لنرجع..

ويهمس رفقاء القلب

هيا نبني بيتا في الغربة

فالليل طويل..

وقلبك أطهر من ثلج وسناء

ما قبلك أيا أمي صفراء..

ما بعدك عمري أزرق..

هل انتحب الآن..

نافذة الذكرى تجبرني أن أغرق

في موجة بكاء..

(2)

سأحكي لكِ يا أمي.

سأفضفض ما بعد الأربعين

سأكتب عن قصة حنين..

في مقلتيك يا أمي..

سأكتب عن قلبي,

وعن الألم الذي يسكنني.

وعن حقولي الصفراء..

وزهرة الياسمين،

عن فرحي المصلوب في شوارع المدينة.

سأحكي عن شواطئ الحزن اللا منتهية,

وعن حكاية» الأزقة الصغيرة»

سأحكي لكِ يا أمي..

عن الفضاء، عن البشر,

عن كسرة الخبز,

عن الحياة.

عن الخناجر كيف توغل في الظَهر.

عن الغد الحزين، والظلام.

وعن الأحلام، والعمر والسنين

أماه.. لازلت أذكر القلق:

عندما لا نعود.. تكررين.

ماذا جرى له ؟

هل كان في الطريق؟

هل كان متعباً فنام؟

هل صادف الأشرار؟

هل ضل الطريق؟

هل استوقفه شرطي المدينة؟

وهل.. وهل..

أسئلة كثيرة..

وقلق أكثر.

أماه يا أماه..

هل انتحب الآن..

نافذة الذكرى تجبرني أن أغرق

في موجة بكاء..

نص: براك البلوي - حائل 20-1-1435