Saturday 12/07/2014 Issue 15262 السبت 14 رمضان 1435 العدد
12-07-2014

نهائي كأس العالم 2014

** يترقب عشاق كرة القدم العالمية يوم غد الأحد انطلاق المباراة النهائية لبطولة كأس العالم المقامة حالياً في البرازيل حيث يلتقي المنتخب ألماني بنظيره الأرجنتيني للمرة الرابعة في تاريخ البطولة والذي بدأ منذ عام 1930م واستمر حتى يومنا الحاضر وسط تاريخ طويل شهد العديد من التقلبات.. بداية من رفض المنتخبات الأوروبية للسفر للقارة اللاتينية نظراً لبعد المسافة، ومروراً بتوقف البطولة بسبب الحرب العالمية الأولى والثانية لمدة 12 عاماً (منذ عام 1938 وحتى عام 1950م). إضافة لمنع منتخب ألمانيا من المشاركة ومن ثم قبول لاعبيه للانضمام لمنتخب النمسا، وبعد ذلك تقسيم ألمانيا إلى منتخبين (ألمانيا الغربية، وألمانيا الشرقية). ليعود «المانشافت الألماني» للمشاركة في عام 1954م ويحقق اللقب على حساب منتخب المجر الحديدي آنذاك. كما شهد تاريخ بطولة كأس العالم العديد من الانسحابات أهمها كان انسحاب الأرجنتين من مونديال البرازيل 1950م بسبب مشاكل مع الاتحاد البرازيلي حول قرعة التأهيل.. ومن ثم زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات.

** واليوم يعيد التاريخ نفسه وتستضيف البرازيل مونديال كأس العالم 2014 للمرة الثانية في تاريخها، ولكن بمشاركة الأرجنتين هذه المرة، والتي نجحت في الوصول للمباراة النهائية بقيادة المدرب سابيلا والنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي يعقد عليه الشارع الأرجنتيني الكثير للتتويج باللقب. وإحقاقاً للحق فإن ليونيل ميسي قادر على غربلة الألمان وتجريعهم طعم الهزيمة.. أسوةً بمواطنه الأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا الذي صال وجال في نهائي كأس العالم 1986 بالمكسيك وصنع هدفين من الأهداف الثلاثة ليرجح كفة التانغو على المانشافت آنذاك.

** أعتقد أن الكرة الجماعية التي قدمها المنتخب الألماني في المونديال الحالي تضعنا أمام الواقع بأن نرشح ألمانيا لأن تتوج بالكأس الذهبية في ظل تحقق الاستقرار الفني بإشراف المدرب يواكيم لوف الذي نجح في الاعتماد على سبعة لاعبين من تشكيلة بايرن ميونخ (الحارس نوير، بواتينغ، لام، كروس، شيفينشتايغر، مولر، غوتزه) مستفيداً من طريقة وأسلوب المدرب الإسباني جوارديولا حيث اختصر المدرب الألماني الكثير من الوقت ليصل بالمنتخب لأفضل حالات الانسجام بعد أن طعمه ببعض نجوم الأندية الأخرى.

** هي الطريقة المثلى لأي مدرب يشرف على تدريب أي منتخب دولي.. فالاعتماد على أقوى الفرق في بطولة الدوري وضم أفضل لاعبي ذلك الفريق يختصر الكثير من الوقت لتحقيق النجاحات المرجوة. في المقابل لازال المدرب الأرجنتيني سابيلا يواجه سيلاً من الانتقادات اللاذعة حول ضياع هوية المنتخب الأرجنتيني وعدم تقديمه للمستويات المنتظرة من عشاقه.. وسبق أن ناقشنا ضياع المدرب بين رغبته بتطبيق خطة 4-5-1، ورغبة اللاعبين والنقاد والخبراء بتطبيق خطة 4-3-3 مما تسبب في ضياع اللاعبين خاصة في وسط الميدان وخط المقدمة، وافتقادهم للنمط الذي عهدناه منهم.

** وحده ليونيل ميسي من يستطيع بعثرة أوراق المنتخب الألماني القوي، ويمتلك ميسي السرعة والمهارة اللازمة لصناعة الفرص لزملائه وتسجيل الأهداف، وكل ما يحتاجه ميسي هو منحه كامل الحرية للتنقل داخل المستطيل الأخضر دون مطالبته بالعودة للوراء لتضييق المساحات ومساعدة زملائه في الخطوط الخلفية، ولعل ما يدعم ذلك هو انتقاد الأسطورة مارادونا لطريقة سابيلا ولأداء منتخب بلاده حينما قال: إنه يشعر بالمرارة.. وأن الطفل وحيد دون مساعدة (إشارة لميسي).

** فنياً وبدنياً وذهنياً ومعنوياً.. ألمانيا ستنتصر على الأرجنتين إلا إذا قال ميسي كلمته وانفجر في النهائي العالمي ليفاجئ الدفاعات الألمانية.. تماماً كما حدث في المباراة الودية التي جمعت المنتخبين في 15 أغسطس 2012م في مدينة فرانكفورت الألمانية حينما قاد ميسي منتخب بلاده للفوز بنتيجة 3-1. حيث ستكون تلك المباراة الودية بمثابة الدافع المعنوي الرئيسي الذي سيعتمد عليه المدرب الأرجنتيني سابيلا لشحذ همم لاعبيه.. في حين ستكون تلك المباراة عنصراً رئيسياً سيتطرق إليه يواكيم لوف لتحذير لاعبيه من السقوط في نفس الفخ الذي وقعوا فيه على أرضهم وأمام أنصارهم.

** لاعبو المنتخب الألماني يتفوقون على نظرائهم في المنتخب الأرجنتيني من حيث الخبرة وعدد المباريات الدولية.. وكذلك من حيث لعب المباريات النهائية في ظل تشكيلة تضم سبعة لاعبين من بايرن ميونخ ولاعبين من ريال مدريد الإسباني (خضيرة وأوزيل) تمرسوا مع أنديتهم في خوض العديد من النهائيات المحلية والأوروبية.. فعنصر الخبرة سيصب بكل تأكيد لمصلحة المانشافت.

تويتر: @KHALED_AL_T

مقالات أخرى للكاتب