Monday 14/07/2014 Issue 15264 الأثنين 16 رمضان 1435 العدد
14-07-2014

فقط في أمريكا .. السياسي الأحمق!

تعاني الولايات المتحدة هذه الأيام من الهجرة غير الشرعية لمواطني دول أمريكا الوسطى، وقبل أيام سافر الرئيس باراك أوباما إلى ولاية تكساس لمناقشة هذا الأمر، ويبدو أن أمريكا تواجه مشكلة عميقة تتمثل في هجرة صغار السن، والذين يرسلهم أهاليهم إلى أمريكا، رغبة في تأمين حياة كريمة لهم، وإبعاداً لهم عن حياة الفقر، والوقوع في شرك عصابات المخدرات في بلدانهم الأصلية، وقد استقبل الحاكم، ريك بيري، حاكم ولاية تكساس أوباما بطريقة غير ودية، فبيري ينتمي إلى مدرسة «جهال السياسة»، والتي ينتمي إليها كثيرون في بلد الأحلام، وبيري هو الذي خلف بوش الابن في حاكمية تكساس، وهي الولاية الضخمة، والواسعة المساحة، لدرجة أنه سبق أن قدمت مقترحات لم تؤخذ بجدية، لتحويلها إلى ثلاث ولايات مستقلة (دالاس، هيوستن، سان انتونيو)!.

حاكم تكساس، ريك بيري ينتمي إلى مدرسة كابوي السياسة الجمهوريين، وهم الذين ينتمون جسداً إلى العالم الحديث، ولكنهم قلباً، وروحاً مع أمريكا القديمة، أمريكا التي كانت السيادة فيها للرجل الأبيض، أمريكا التي شتتت الهنود الحمر، واستعبدت الأفارقة، ويمنع القانون بيري، وأمثاله من الخطأ في مسألة الحقوق المدنية، والعدل، والمساواة، وينتمي إلى هذه المدرسة، الحاكمة سارة بالين، حاكمة ولاية ألاسكا السابقة، والتي اختارها السيناتور الجمهوري ، جون ماكين، نائبة له، في سباق الرئاسة أمام أوباما، في عام 2008، في غلطة تاريخية لشاطر سياسي، كلفته حلمه الأزلي برئاسة الإمبراطورية الأمريكية، وبالين هي التي قالت ذات يوم إنها تفهم كثيراً عن دولة روسيا، وعندما طلب منها أن توضح ذلك، قالت إنها تستطيع أن ترى روسيا من منزلها في ألاسكا، وهي إجابة تنم عن ثقافة عالية، وعمق سياسي بشكل مقنع جداً!.

وعلى خطى بالين، وجهال السياسة الأمريكيين، صرح ريك بيري أن الهجرة غير الشرعية إلى أمريكا أصبحت مزعجة، وخطرة، إذ إنها لا تقتصر على المكسيكيين، بل إنها تتجاوز ذلك إلى القادمين من بلدان تدعم الإرهاب، وخصوصاً سوريا، وهذا يعني دخول الإرهابيين إلى أمريكا !، وعندما تقصى الإعلام الأمريكي عن الحكاية، تبين أنه لم يدخل مواطن واحد من سوريا إلى أمريكا بطريقة غير شرعية، وهذا الادعاء يهون أمام ادعاء عضو الكونجرس عن ولاية تكساس أيضا، السيد لوي قومرت، وحديثه عن «الإرهابيين الأطفال»، اذ قال - جادا - إنهم - أي الإرهابيون - يرسلون النساء ليحملن، ويلدن في أمريكا، وبالتالي يحصل المولود على الجنسية الأمريكية، ثم تعود المرأة مع وليدها الأمريكي إلى بلدها، وعندما يكبر المولود، يعود إلى أمريكا، ويدخلها بصفته مواطنا أمريكيا، ثم يقوم بأعمال إرهابية !!، وهناك كثير من الحكايات عن مثل هؤلاء الجهال، والذين لا يراودني شك بأنك لو سألت أحدهم عن موقع سوريا، لقال لك إنها مجاورة لكوريا الشمالية، ولو سألته عن موقع كوريا هذه، لقال لك إنها في دولة آسيا ، ولكن هذه هي أمريكا، وهذه عظمتها، فمنها خرج توماس جيفرسون، وابراهام لينكولن، وفرانكلين روزفلت، ومنها خرج هؤلاء العباقرة، والجميع أخذ فرصته كاملة!!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2

مقالات أخرى للكاتب