Monday 14/07/2014 Issue 15264 الأثنين 16 رمضان 1435 العدد
14-07-2014

البرازيل و(قنبلة) الدعيع!

الكثير من المحللين القريبين والمتابعين للكرة البرازيلية، يرون أنّ سقوط منتخب السامبا المدوي على أرضه وبين جماهيره هو نتيجة طبيعية لحجم الفساد والتخبط داخل الاتحاد البرازيلي، وأن نجومه لم يَعُد لديهم ما يقدمونه لمنتخب بلادهم، بعد أن غرقوا في ملايين وشهرة وأضواء الأندية الأوربية، وأصبحوا يفكرون ويهتمون بسلامتهم وقوة أدائهم مع أنديتهم، أكثر من منتخب يدار من اتحاد بعقلية وفكر أقل بكثير مما توفره أنديتهم العالمية في أسبانيا أو إنجلترا أو إيطاليا أو حتى في البرازيل نفسها..

وأنا أقرأ وأستمع لهذه الآراء عن فضيحة البرازيل أمام ألمانيا، تذكرت ما أشار إليه عملاق المرمى السعودي محمد الدعيع في برنامج فوانيس حول تراجع وتدهور المنتخب السعودي في السنوات الأخيرة، وقوله إن السبب يعود إلى أن اللاعب السعودي أصبح يخلص ويقاتل ويضحي من أجل اللعب لناديه، بينما يحزن ويكتئب ويختلق الأعذار ويدّعي الإصابة حتى لا ينضم للمنتخب، وبرر الدعيع هذا التصرف الخطير بقوله إن الأندية تقدم للاعب الشهرة والمكافآت المجزية، ويتصدى إعلامها وإدارتها وجماهيرها وأعضاء شرفها لكل من يحاول الإساءة له - أي لاعب النادي - إلى جانب الإمكانات المادية الهائلة والبشرية الخبيرة والمتمرسة إدارياً وفنياً، مقابل أن لا أحد يقف معه أو يحميه أو يدافع عنه في المنتخب، كما أنه لا يحصل على القليل من مكافآت الفوز التي يقدمها له ناديه..

ما حدث للمنتخب البرازيلي رغم كونه صاحب مدرسة المهارة والإمتاع والإبداع الكروي والتاريخ الحافل بالبطولات والنجوم، وما ذكره الدعيع الخبير والمطلع على أدق تفاصيل ما يجري في منتخبنا، يعني أننا أمام أزمة حقيقية مزعجة ستكبر وتتطور إلى الأسوأ مستقبلاً، ما لم يبادر اتحاد الكرة إلى دراستها والاهتمام بها وإيجاد الحلول المناسبة لها..

اتحاد (يد) من حديد!

جاءت قرارات اتحاد اليد الأخيرة التي أسفرت عن معاقبة فرق (مضر والصفا والعدالة) بالهبوط للدرجة الأولى وفريق الجيل للدرجة الثانية، باعتباره هابطاً للدرجة الأولى قبل الحادثة، إضافة إلى عقوبات وقرارات أخرى تأديبية شملت لجنة المسابقات في الاتحاد نفسه، وكذلك الحكم ورؤساء الأندية والمدربين، جاءت لتعيد للرياضيين شيئاً من الثقة والاطمئنان وأيضا الاقتناع بإمكانية أن نفعل الصح وأن نتخذ القرارات القوية ونطبق النظام بحزم متى ما توفرت الكوادر المؤهلة والقادرة على أن تكون بمستوى وقدر وأهمية موقعها ومسؤولياتها..

هنالك من علق على القرارات بنظرة سوداوية محبطة، ترى أنها لم تكن لتصدر بهذه القوة إلا لأنها في غير كرة القدم، ولأن الأندية الأربعة ليست ذات صيت وإعلام وجماهيرية وأعضاء شرف لهم ثقلهم ونفوذهم، ولا أدري لماذا يذهب البعض إلى رؤى وتفسيرات ترتكز على احتمالات وخيالات، بينما يتجاهل التعليق على حدث حي وأمر واقع؟ وبدلاً من التشويش والتأويل لماذا لم يطالبوا الاتحادات الأخرى بالاقتداء باتحاد اليد، خصوصاً في كرة القدم التي شهدت تجاوزات واتهامات وأخطاء ولم يصدر بحقها أدنى عقوبة، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى التمادي نتيجة لعدم تطبيق اللوائح والأنظمة وضعف وغياب القرارات التأديبية، وبالتالي ساهم في انتشار الفوضى وتعطيل خطوات تطوير كرة القدم والارتقاء بمستواها ومنافساتها..؟

قرارات اتحاد اليد التاريخية والجديدة على وسطنا الرياضي أضاءت لنا طريق تفاؤل يجسّد ويؤكد حقيقة وأهمية اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، رئيس اتحاد اليد تركي الخليوي قدم للجميع درساً في معنى وقيمة أن تكون مسؤولاً مخلصاً لوطنك، وفي كيفية الوفاء بالتزاماتك المهنية، والتعامل مع الأنظمة باحترام وأمانة، شكراً للخليوي ولاتحاد اليد وكلنا أمل بأن تكون البداية لتصحيح الكثير من المسارات الرياضية الخاطئة فكراً وإدارة وممارسة، والتي انعكس أثرها السلبي على سمعتنا ومكتسباتنا ونتائجنا أندية ومنتخبات..

من الآخر

خطوة موفقة تلك التي قام بها الأمير عبد الله بن مساعد بزيارته للأمير سلطان بن فهد للاستنارة بآرائه والاستفادة من تجاربه ونجاحاته، وأتوقع أن يتخذ الخطوة نفسها مع الأمير نواف بن فيصل..

حين يبرم الهلال عقوداً استثمارية هي الأضخم في تاريخه والأعلى على مستوى الأندية الخليجية والعربية، وهو الخارج للتو من أسوأ مواسمه في السنوات الأخيرة، فهذا دليل على شهرته ونجوميته وشعبيته وثقة الجهات التجارية الراعية بإمكاناته وبمستقبله..

تعاقدات واستعدادات النصر البعيدة عن الصخب الإعلامي، تجعلنا نتوقع منه تكرار إنجازات الموسم الماضي، وأنه بات يتعامل مع نفسه والآخرين على طريقة الهدوء الذي يسبق عاصفة البطولات..

الاستقرار الفني والعمل على الخطط بعيدة المدى سر تألق وتطور الكرة الألمانية..

مونديال البرازيل أثبت أن الدوري القوي ليس شرطاً أن ينتج منتخباً قوياً..

قال الحكم العالمي خليل جلال في برنامج فوانيس كلاماً قوياً عن أخطاء ومجاملات وطريقة إدارة لجنة الحكام بأسلوب أكثر حدة وانتقاداً، مما قاله الإعلام ومسئولو الأندية..

أحسنت إدارة الطائي صنعاً بقرارها إسناد مهمة تدريب الفريق الأول في دوري ركاء للمدرب الخبير والملم بهموم وفنون وأجواء فرق الدرجة الأولى ابن النادي المخلص الوفي الكابتن الخلوق خليل المصري..

شكراً لإدارة الجبلين على مبادرتها بإطلاق اسم المؤرخ عبد الرحمن الشاعر رحمه الله على المركز الإعلامي تقديراً لعطائه وخدماته ومواقفه مع النادي.

abajlan@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب