Monday 14/07/2014 Issue 15264 الأثنين 16 رمضان 1435 العدد
14-07-2014

الشيخ عبدالعزيز الموسى

** هناك من الرجال من إذا رحل عن هذه الدنيا الفانية يكون قد ترك وراءه ليس بصمة واحدة.. بل بصمات.. وترك سيرة عطرة.. وترك منهجاً طيباً وسجلاً حافلاً.

** ليس المهم أن تورث لأبنائك أموالاً ولا أسهماً.. ولا أصولا ولا أي شيء من ذلك.. بل المهم أن تورث لهم منهجاً طيباً ومبادئ وقيم وأخلاقيات.. أن ترسم لهم طريقاً صحيحاً ومنهج حياة، وأن تزرع فيهم هذه المثاليات والأخلاقيات التي اشتقت من شريعتنا الغراء.. التي كلها قيم وأخلاقيات.

** قال صلى الله عليه وسلم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

** نعم.. إنها أخلاق المسلم فشريعتنا هي شريعة القيم والأخلاق. أعود فأقول.. إن بعض الرجال إذا رحل عن هذه «الفانية» ترك وراءه سيرة عطرة تستحق التدوين.. وتستحق أن يقتدى بها لأنها عبارة عن مجموعة من الأخلاقيات الفاضلة.

** دعوني أحدثكم عن واحد من أولئك الذين لهم حضور فاعل ومشاركة مشهودة وعطاء في كل ميدان.. وهو رجل الأعمال الشيخ عبدالعزيز الموسى - رحمه الله.

** فقد حباه الله المال الكثير.. و حباه مع هذا المال.. أخلاقاً وسجايا وصفات كثيرة.. فغطت سجاياه وأخلاقياته ومثالياته وطيبته وبساطته وإنسانيته على شهرته كتاجر فقط.

** عرف الناس الشيخ عبدالعزيز الموسى -رحمه الله- في كل ميدان خير وعطاء.. اسمه تجده مع المتبرعين في قائمة تبرع.. واسمه مع الأسماء في كل قائمة عطاء خيري وإنساني ووطني.

هناك المئات من الأيتام والأرامل والمعوزون تكفَّل بهم رحمه الله.. ولم يعرفهم أبناؤه إلا بعد موته.

** هناك حضور إنساني كبير يصعب شرحه أو الحديث عنه في هذه العجالة.. لكنه لم يترك أموالاً وثروة فقط.. بل ترك منهجاً وأسلوب حياة.. ترك بصمات طيبة.. زرع في أبنائه من الأخلاقيات والقيم ما جعلهم يلتفون حول بعضهم يداً واحدة وعلى قلب رجل واحد.. متعاونين متكاتفين متحابين متآخين يجتمعون يومياً.. على مائدة واحدة هاجسهم وهدفهم.. الالتزام بما غرسه والدهم فيهم.

** هنا تكون السيرة العطرة.. وهنا يكون الغرس الطيب.. وهنا يكون التميز.

** مجلس الشيخ عبدالعزيز الموسى لم يتغير ولم يتبدل فيه شيء بعد وفاته.

** أبناؤه كلهم.. يعمرون مجلسه في كل مناسبة.. وأصحابه وأحبابه يرتادون مجلسه وكل شيء لم يتغير.

** وكل ما رسمه والدهم واستقر عليه في حياته.. من بذل وعطاء وإنفاق بسخاء في أي ميدان.. هو مستمر اليوم.. لم يتوقف منه شيء وكأن الشيخ موجود.

** إنها مدرسة عبدالعزيز الموسى.. التي يجب أن يعيها كل رجل أعمال ناشئ.

** رحم الله الشيخ عبدالعزيز الموسى، وأسكنه فسيح جناته.

مقالات أخرى للكاتب