Tuesday 15/07/2014 Issue 15265 الثلاثاء 17 رمضان 1435 العدد

منتزه الملك «درّة في جبين الرياض» .. فلا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها!

د. علي بن محمد الحماد

افتتح أمير منطقة الرياض قبل أيام قليلة (منتزه الملك عبدالله) الذي يبسط ذراعيه على مساحة واسعة من حي (الملز).. وهو بحق منتزه جميل، واسع، تغمره المسطحات الخضراء، والخدمات الطيبة، والبحيرات، والمطاعم وغيرها.. فجزى الله من اقترحه، ومن نفذه، ومن قام عليه خير الجزاء... فما أحوج مجتمعنا لمثل هذه المرافق.. خصوصاً في مناخنا القاري الحار الجاف صيفاً البارد الممطر شتاءً... وبلادنا قارة مترامية الأطراف، تحتاج إلى تعويضها عن قلة البحيرات، والخلجان، والأنهار.. بمثل هذه المتنزهات العملاقة..

كما أن لبلادنا خصوصية دينية واجتماعية، فلا مراقص ولا ملاهي ليلية، ولا بارات ولا ولا ولا... والحمد لله على ذلك حمداً يناطح الشمس في الفضاء، ويوازي الجوزاء في العلياء...

إلهي لك الحمد الذي أنت أهله على نعم ما كنت قط لها أهلا

ولكن هذا المتنزه العملاق يلاحظ عليه ملاحظات، يحتاج إلى وضعها بعين الاعتبار:

1) ضعف البنية التحتية لمقتنيات وأدوات دورات المياه.. حيث وضعت من النوع الهزيل جداً كالأبواب، والشطافات، والمغاسل... ونحن لدينا شباب بعضهم يفسدون في الأرض ولا يصلحون.. فمفترض أن يوضع لها أجود، وأقوى، وأمتن، أنواع السباكة... وعسى عسى أن تحدّ من الإفساد. لأن دورات المياه حاجة أساسية مهمة جداً.

2) الأعمدة الحامية للتشجير الداخلي ضعيفة جداً. فلماذا لا يوضع أعمده ومواصير قوية. لا تقبل التخريب؟

3) النظافة في العموم تحتاج لإعادة النظر...

4) سياج الحديد على البحيرة الأساسية ضعيف جداً، وقابل للصدأ.

5) عدم وجود مواقف للسيارات، ومفترض أن يشق جيوب جانبيه من الرصيف الكبير جداً...

6) حصر الدخول والخروج من بوابة واحدة، وهذا مكلّف مع سعة الحديقة.

7) وضع توقيتات الدوام بشكل واضح جداً، يراها المواطن وهو في سيارته لأن البحث عن موقف صعب جداً جداً.. فإذا ذاق المتنزّه الأمرين يبحث عن موقف وأتى وإذ لوحة صغيرة مكتوب فيها توقيت الدوام وهل هو رجالي أو نسائي وهكذا.. فلو وضعت اللوحات بشكل واضح مضيء، وتكون قابلة للتغيير كالوحات الإلكترونية حتى تتغيّر حسب المواسم (الأعياد - رمضان - الأيام العادية وهكذا..).

8) يجب وجوباً على كل من يضع ويقترح مواد خدمات المتنزه أن يكون عالماً بشعبه، وعارفاً بالطبقة المستفيدة، أن منهم المصلح ومنهم المفسد والمتخلف، والفوضوي، وغيرهم.. لكي يضع مواد متينة قوية جداً.. غير قابلة للإفساد ... فهل الذي قرّر هذه المواد الضعيفة الهزيلة لهذا المتنزه أتى من كوكب آخر أم ماذا؟! كلنا أهل بلد واحد، ونعرف نسيج مجتمعنا الذي يحتاج إلى زيادة الوعي والثقافة، وإذكاء روح الأمانة والمواطنة .. والله المستعان.