Saturday 19/07/2014 Issue 15269 السبت 21 رمضان 1435 العدد
19-07-2014

مبتدؤكَ القتل

اليوم، يشعر كلُّ واحد منا بخذلان ليس له مثيل، بيأس لا حدَّ له، بقلة حيلة غير مسبوقة في التاريخ الطويل أو القصير الذي عاشه.

ما الذي قد تقدمه للطفل السوري الممزّق الأشلاء في حلب أو دير الزور أو حمص أو درعا؟! ما الذي قد تسهم به في دفع العدوان عن بيوت الآمنين في غزة؟! ما الذي بإمكانك فعله لإيقاف القتل العمد بالتهمة المذهبية في العراق؟!

تفيق من نومك، فتتسمّر عيناك على السقف، تراجع عليه صور أشلاء القتلى وصرخات الثكالى ودمار المدن والقرى. تهطل الحموضة على صدرك، فتعتصر قلبك.

- متى ستتوقف هذه المجازر اليومية؟! إلى متى وهؤلاء الأبرياء يقدمون أرواحهم، وإلى متى ونحن نقدم دموعنا وخذلاننا؟!

إنهما السؤالان اليوميان اللذان يلتصقان بشهيقك، دون أن يكون لهما مرفأ.

- لا أحد. ليس ثمة أحد قادر على أن يضع قدميه على طريق وأد المجزرة. لا أحد كفؤٌ ليبشّرنا صباحاً ما، بأن لا مزيد من القذائف أو البراميل المتفجرة أو الأحزمة الناسفة أو الطائرات من غير طيار.

**

* هي الأشلاءُ،

هويةُ خطواتِكَ المتعثرةِ في غبارِ المسافة،

وشمُ جلدِكَ العربي المثخنُ بالجليد.

هي أن يكون مبتدؤكَ القتل الصباحي،

وخَبرُكَ أدويةُ الهدوء.

فهل ستهدأُ؟!

هل سينقشعُ الغبارُ، ويتبخر الوشمُ؟!

مقالات أخرى للكاتب