Sunday 20/07/2014 Issue 15270 الأحد 22 رمضان 1435 العدد
20-07-2014

سُنّة الاختلاف!

دائماً يحذر الأطباء (النفسانيون) من تدخل الكبار في خلافات الصغار !.

فالنزاعات التي تحدث بين الأطفال، غالباً ينتج عنها خلاف أعمق بين الأهل، وتكون سبباً في مشكلات الكبار عند تدخلهم، وحدوث القطيعة بينهم، لكون هذه الخلافات ترجع إلى تغيرات نفسية وجسدية عند الأطفال، وسرعان ما يزول الخلاف ويعودون للعب مجدداً، لكن (خلاف الكبار) يمتد ويتطور!.

في ضاحية بيونس أيرس بلوبيز، قتل طبيب نفسي (أرجنتيني) جاره - بثلاث طلقات نارية - ليس بسبب شجار الأبناء؟ بل بسبب شجار وقع بين (كلبيهما)، على ما ذكرت الشرطة نهاية الأسبوع الماضي!.

يبدو أن (الكلبين) أعزكم الله، بينهما وقفة نفس من البداية، لتقع بينهما معركة دامية في فناء المنزل، تدخلت على أثرها (الزوجتان) داخل المبنى المكون من شقتين (علوية وسفلية)، لكنهما لم تديرا الخلاف بشكل جيد وقامتا بتبادل (الشتائم)، وعندها وقع خلاف بين الطبيب النفسي وجاره، ليتمكن الغضب من (الطبيب) ويقوم بإطلاق النار باتجاه جارته، لكن زوجها حاول حمايتها، ليدفع هو الثمن (بثلاث طلقات) قاتلة !.

الطبيب النفسي (في السجن)، وجاره (قتيل)، بينما (كلباهما) عادا لحياتهما الطبيعية، ولم يعد بينهما أي خلاف يذكر حسب ما ذكر الجيران للصحف، فيما (الزوجتان) تعانيان بحزن من آثار الصدمة!.

لأن (غلطة الشاطر بعشرة) فالطبيب النفسي الذي يحذر من التدخل في خلاف الأطفال، تدخل في خلاف وقع بين (الكلاب) هذه المرة، لتقع المصيبة الأكبر؟!.

الخلاف (ثقافة) لا يُجيد إدارته الكثيرون، فهناك خلاف بلا سبب واضح، وهناك خلاف بلا خط رجعة، وهناك خلاف دائم الحدوث، وأحياناً تجد نفسك (أقحمت في خلاف) لا ناقة لك فيه ولا جمل!.

(إدارة الخلاف) علم بحد ذاته، وفن يدرس خصوصاً عندما يقع بين الأزواج، في مجتمعنا اليوم هناك (مختلفون كثر) لا يعرفون سبباً لذلك؟!.

المؤلم أن يكون هذا (الخلاف)، هو مجرد (اختلاف) بسبب الرتابة والملل والنمطية التي يعيشها البعض، متناسين أن هذه (سُنّة) وضعها الله بيننا!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب