Tuesday 22/07/2014 Issue 15272 الثلاثاء 24 رمضان 1435 العدد
22-07-2014

المرجفون

المرجفون لا نراهم بوضوح، لكننا نعرفهم بسيماهم وكلامهم وأقوالهم ولحن القول من أفواههم، لا نسمع منهم إلا إحباطاً وتخويفاً وتصنيفاً ووضع الناس في خانات، ينتقدون كل شيء، ولا يرضون بشيء، ويحاولون تدمير كل شيء،

وحرق كل شيء، هم من يخوضون في الأخبار السيئة بقصد إيقاع الناس في الاضطراب والإحباط والتخويف واليأس والتوجس والتشتت، وذلك من خلال نقل الأحداث بصورة مزيفة ملؤها الإثارة والتخويف حتى يتصور للسامع أن هذه الحادثة هي القاضية، لقد ساهم تطور وسائل الاتصال ومواقع التواصل ووجود أجهزة الحواسيب والجوالات الذكية بين يدي الناس الكبير منهم والصغير في نشر الإرجاف وإشاعته وإفشاء الأخبار الملفقة الكاذبة، لقد كثرت الأراجيف في زمننا هذا حتى زاغت معها الأبصار وتزلزلت بها القلوب وتشتت معها الأذهان، أن المرجفين يساهمون بفاعلية في وقف حركة المجتمع نحو التقدم بأن يشغلوه في قضايا وهمية لا أساس لها فيظل المجتمع يلوكها بعفوية، نعم هناك إرجاف حاد القصد منه تفتيت عضد المجتمع، وفق إشاعات كاذبة من شأنها أن تنشر حالة من الفتنة والاضطراب والبلبلة بين أبناء المجتمع، أن المرجفين ما فتئوا ينشطون لبث الإشاعات والأقاويل والقصص الملفقة في سبيل تمييع القضايا الهامة وتحطيم معنويات المجتمع وإثارة الشك والريبة، أن المرجفين سلوكهم سيء وخطير، يمارسون النفاق ويلقون الكلام على عواهنه دون التثبت من صحته، لهذا لن يألو جهداً في بذل طاقاتهم وتوظيفها لأهدافهم القاصرة السخيفة، محاولين بعثرة المجتمع تفكيك نسيجه وتشتيت روابطه وتقطيع أوصاله، أن المرجفين شراذم حانقين على المجتمع، بل هم خناجر مسمومة تحاول أن تنغرز في خواصر المجتمع بدون رحمة أو شفقة، أنهم يحاولون أن يثيروا رياح القلاقل والفتن كيفما استطاعوا لتهييج الناس وأحياء الفتن وإثارة الاضطرابات، وإفقاد المجتمع هدؤه وأمنه واستقراره، أن الواجب الديني والوطني والأخلاقي يقتضي منا جميعاً الحذر من الإشاعات التي يروجها المرجفون لإضعاف تماسك المجتمع، وقتل معنويات أفراده، وزرع الفوضى في أواسطه، فلا ينبغي إن نصدق كل ما يقال، بل علينا التريث في كل أمراً من أمورنا، ولا نسمح للمرجفين الإضرار بنا وببلادنا قيادة وعلماء ومؤسسات، بل علينا أن نحكم عقولنا قبل الانزلاق في ما لا نحمد عقباه جراء سماعنا لكل ناعق وزاعق ومريض، وعلينا أيضاً وجوب التصدي لهؤلاء الأشقياء الذين لا يريدون لنا خير، ولا لوطننا الاستقرار ومواصلة البناء والتنمية، ولأننا في وقت حرج وصعب يقاس فيه معادن الرجال، ولا يسمح للتباطؤ والغفوة والاسترخاء والعمل البطيء، زمن يحاول المجانين فيه أن يحرقوا الأخضر واليابس معاً، لذا يجبلينا أن نكون سداً منيعاً في وجه هذا الوباء اللعين، وأخيراً أن البلد الذي لا نحميه بالبندقية والفكر والقلم والبدن لا يحق لنا مطلقاً العيش فيه أو الانتماء إليه.

ramadanalanezi@hotmail.com

ramadanjready @

مقالات أخرى للكاتب