Wednesday 23/07/2014 Issue 15273 الاربعاء 25 رمضان 1435 العدد

توسعة مسجد رسول الله وهذا الاقتراح

عبدالعزيز إبراهيم الشبانات

كنت في زيارة لمدينة رسولنا صلى الله عليه وسلم وقد بهرت بهذه العناية الكبيرة من حكوماتنا المتعاقبة على خدمة مسجد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وهذه التوسعة التي أبهجت قلوب المسلمين في شتى بقاع العالم الإسلامي بل وتجاوزت ذلك لغير المسلمين المتابعين للإنجازات العمرانية للحرمين الشريفين عبر وسائل الإعلام المختلفة.

كنت في حالة تأمل عارمة اجتاحت خيالي فسرحت بهذا الخيال متجولًا خلال هذه التوسعة العظيمة على مرّ هذه السنوات متخيلًا ما كان عليه مسجد رسولنا الكريم ? منذ بدء بنائه حتى هذه التوسعة المباركة التي نعيشها والتي أمر بها خادم الحرمين الشريفين -أعزه الله-.

وما شدّني هو خبر مطروح بقوة بين الناس بأن هناك توسعة جديدة من جميع جهات المسجد النبوي فنظرت إلى الجهة الشرقية والغربية فقلت هذه الجهتين تحتاج إلى توسعة لأنها امتداد طبيعي للمسجد. ونظرت إلى الجهة الشمالية وهي الجهة التي تحوي بين جنباتها أكبر الفنادق وأميزها وقد عملت بشكل حديث ومتوافق مع متطلبات المكان الفنية والنظامية وتخدم زوار المسجد بشكل رائع.

وتأملت القرار بطريقة حسابية فوجدت أن هدم هذه المباني من أجل التوسعة هو هدر للمال العام في غير محله ولو بحساب بسيط تم احتساب تكلفة هذه المباني من التعويضات وكلفة الإزالة وبناء جديد فستكون التكلفة مليارات وبحساب بسيط أيضًا.

لو تم عمل مدينة جديدة تبعد بضع كيلومترات عن المسجد ويتم ربطها بالمسجد بطريقة حديثة من قطارات وغيرها وعملت كمدينة لخدمة زوار المسجد وجعلت هذه المدينة وقفًا للمسجد النبوي على مر السنين باسم وقف الملك عبدالله لخدمة المسجد النبوي فبهذا يتحقق أكثر من هدف في إيجاد هذه المدينة الوقفية لخدمة أعمال المسجد النبوي مستقبلًا ولخدمة الزائرين وصرف المال في محله.

وعلى مر الزمان ستكون نسبة زيارة الزوار في تزايد مستمر فلا يمكن لنا أن نطيح كل فترة بمبان صرف عليها المليارات، فإن هذا التصرف في اعتقادي ينم عن دراسات قبلية ضعيفة وغير دقيقة أدت إلى هذا الإجراء الذي نشهده حاليًا.

أما التوسعة من الجهة الشرقية والغربية فأعتقد أنها ستكون كافية للمسجد وبصورة انسيابية وسيكون الشكل الهندسي لها امتدادًا طبيعيًّا ولن نحتاج للتوسعة من الجهة الجنوبية والشمالية.

كلي أمل من الله - سبحانه وتعالى - ثم في المسؤولين أن يضعوا الشيء في موضعه ديانةً وأمانةً تقربًا لله - سبحانه وتعالى - في دراسة هذا الاقتراح وعلى المسؤولين الكرام إعادة النظر في توجههم بما يتماشى مع المحافظة على المال العام ووضعه في موضعه.

أتمنى أن يصل صوتي إلى - خادم الحرمين الشريفين - لدراسة هذا الاقتراح من قبل المعنيين والعمل على ما يخدم الصالح العام للبلاد والعباد أسعدكم الله في الدارين.

والله الموفق