Friday 25/07/2014 Issue 15275 الجمعة 27 رمضان 1435 العدد
25-07-2014

أبكيك يا غزة!!

لا أحسب أن من أودع الله فيه قلباً ينبض بين أضلاعه لا يتقطع ألماً حينما يرى أشلاء سكان غزة بدون استثناء -أطفال وشباب ورجال ونساء- فكل من حقه أن يعيش! وأزعم أن أهل غزة لم ينعموا بالعيش الآمن منذ قيام الاحتلال الآثم لبلادهم وحتى حالة الحصار المرير التي تحيط بهم، عدا عن أوضاع السجناء والمعتقلين في السجون الإسرائيلية وحالة التجويع ومصادرة المعونات ومنع دخول المواد الطبية وأغذية الأطفال والقصف المتوالي من لدن الإرهاب اليهودي.

ولئن كانت حكومة حماس تتحرش بالحكومة الإسرائيلية مع انعدام التكافؤ الاقتصادي والعسكري؛ فإن هجوم الأخيرة على سكان غزة غير منطقي إطلاقاً مهما حاولت أمريكا وبعض الدول الأوروبية تبريره بأن من حق إسرائيل الدفاع عن استقرارها! فما زالت هناك سبل أخرى من الحلول السياسية، ومتسع من الحوار الذي لا يمكن نجاحه دون رفع الحصار القاسي الذي اضطر أهل غزة لحفر الأنفاق للحصول على مواد مهربة!

لعلنا لا نختلف أن دولة إسرائيل عنصرية بامتياز حين تمارس الضغوط على غزة حتى حولتها إلى شبه معتقل لشعب بأكمله مع صمت العالم إزاء هذا الظلم! ولم يسلم من ذلك حتى أولئك الأطفال الذين كانوا يلعبون ببراءة عند الشاطئ وفجأة تحولت أجسادهم الغضة لأشلاء بسبب قصفهم بالطائرة! ثم تأتي إسرائيل تتذرع بعدوانها على الأبرياء بأنه دفاع عن شعبها واستقرار بلدها! وهو لا يعدو عن كونه اعتداء سافراً ليس له ما يبرره، وتحرمه كل الشرائع السماوية وتجرّمه جميع القوانين الدولية!

إن ما يؤسف له أن يشن اليهود العدوان على غزة في الوقت الذي يتناحر فيه المسلمون العرب ويتقاتلون في بلدانهم، ويشكلون عداوات ويرفعون السلاح في وجوه بعضهم، ويقومون بتصفيات جسدية بشعة لمن يخالف معتقدهم أو مذهبهم لأجل الاستحواذ على السلطة وقيام الخلافة المزعومة.

ولا نغفل قط أن العدوان ليس دفاعاً عن استقرار إسرائيل كما تزعم؛ بل إنه حقد متأصل منذ الأزل تجاه كل من هو عربي! ودليل ذلك قتل الصبية والمسنين والعزل من السكان الذين لا حول لهم ولا قوة..

ولأن هذا الحقد تتوارثه الأجيال وتغذيه قوة عسكرية غاشمة، وانعكاس ذلك على الشعب الفلسطيني الذي صار محبطاً وناقماً؛ فإني أبكي غزة كلما رأيت طفلاً يتيماً أو امرأة مكلومة أو رجلاً مقهوراً أو شاباً يعيش لأجل الانتقام لكل هؤلاء.

أبكيك غزة، ويبكيك كل قلب أدمته مشاهد القتل والترويع!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب