Sunday 27/07/2014 Issue 15277 الأحد 29 رمضان 1435 العدد

التزام الآباء بتوجيه الأبناء أنساهم أنفسهم

عبدالرحمن بن خالد المقرن

لقد أوصانا الله تعالى نحن الأبناء بالوالدين إحساناً، وملأ أفئدة الوالدين بالعطف والحنان على أبنائهم، ولكن هل يكفي إظهار العطف والأبوة الذي أودعه الله سبحانه وتعالى في قلوب الوالدين لإرضاء أبنائهم.

إن معظم الآباء قد يدللون فلذات أكبادهم إلى الحد الذي يكون فيه هذا التدليل نهاية هلاك ويكون سبباً في قتل أبنائه، فهناك من الآباء من يشتري أحدث السيارات لأبنائهم، وتكون النهاية الحتمية أن هذا الأبن يفاخر بقيادة هذه السيارة الفاخرة الجديدة ويملأها بالأصحاب ويبقى يتجول بها في الشوارع ولكن بلا هدف، وقد يقودها برعونة وبسرعة عالية فتكون نهاية هذا الدلال هو فقدان الابن ويكون الأب وللأسف سبباً أساسياً في فقدان ابنه، أو القضاء على حياة أحد الأبرياء عابري الطريق أو المارة أيضاً السبب هو الابن ورفاق السوء من الأصحاب الذين قادوه إلى التهور الذي لا يحمد عقباه، فقيادة السيارة لابن لم يصل إلى مرحلة النضج العقلي والنفسي هو كارثة كبرى تكون نهايتها حزينة -حمانا الله جميعاً-.

أيضاً هناك نماذج أخرى من الآباء الذين يقسون على أبنائهم حينما يلاحظون أبناءهم يمارسون التدخين فيقومون بمعاقبتهم ونهرهم وينهونهم عن التدخين، وللأسف تجد الأب لا يتوقف عن التدخين ليلاً ونهاراً في داخل المنزل أو خارجه، فكيف بالله يذعن الابن لنصائح أبيه وهو يراه يفعل ما ينهاه عنه، فمن الطبيعي أن يقوم الابن بتجربة التدخين لأن والده يدخن ولا يزال، فمن الفطرة أن ينظر الابن إلى أبيه على أنه هو المثل الأعلى له، فإن لم يقلد الابن أباه فسوف ينظر هذا الابن إلى نفسه أنه ناقص الرجولة، وكيف يكون رجلا كاملا وهو لا يحتذى بوالده الذي يمارس التدخين يومياً وأمام أبنائه. أيضاً مثل آخر من هؤلاء الآباء من ينهون أبناءهم عن السفر إلى مرافئ الشيطان خارج البلاد ويقوم بإلقاء النصائح على أبنائه ويحذرهم من الأمراض والوقوع في الهلاك والمعديات التي لا علاج لها، وللأسف يذهب هو هذا الأب الناصح إلى هذا البلد التي نهى أبناءه عنها بحجة قضاء المصالح والأعمال فينطبق عليه القول (يأمرون بالمعروف وينسون أنفسهم).

ولكن أيها الأب الناصح إن هذا السفر لا يصدقه الابن بينه وبين نفسه وإن أظهر غير ذلك فالقدوة أيها الآباء.. القدوة الصالحة هي خير مرب للنشيء وخير غارس للنصيحة في نفوسهم.. فاحذر أيها الأب الناصح فلست حراً في هذا الوجود تفعل ما تشاء وليكن من ضميرك رقيب على نفسك قبل أن تكون رقيباً على ابنك فليس من السهل خداع الأبناء بالنصائح التي من الأجدر أن تقوم بتطبيقها على نفسك قبل أبنائك فأنت الراعي وأنت المسؤول عن هذه الرعية أمام المجتمع وأمام الناس وأمام الخالق عز وجل، حفظ الله أبناءنا ووقاهم كل مكروه إنه سميع مجيب الدعاء.