Tuesday 29/07/2014 Issue 15279 الثلاثاء 02 شوال 1435 العدد

قذائف الجنون على غزة!

منيرة بنت محمد الخميري

مأساةٌ هي حال إخواننا الآن في غزة من عدوان صهيوني طاغ، بل ابتعد إلى أشد من ذلك إلى وضع لا نجد له مسمى!!

طغوا كثيراً واستبدوا أمام عجز بشري كامل ترى جرائم يومية، بل كل ساعة وبكل دقيقة مشاهد تدمي لها القلوب ولا حول لنا ولا قوة غير رفع الأيادي في كل وقت إلى رب السموات نرسل قوافل يومية من الدعاء إلى رب الرحمة رب الإنسانية رب القُدرة أن يرفع عنهم تلك اليد الباطشة التي لم تجد من يكفها بل استمرت بدمٍ بارد تستقصد أجساد الأطفال والشباب لم تراع حُرمة شهر رمضان الكريم ولم تراعي أمةٍ بأكملها يصومون ويفطرون يومياً على مشاهد القتل والتدمير.

دوله صهيونية غادرة تستلذ بأن تُصبح على مشاهد الدماء العربية المسلمة وتُمسي بالمثل.

أي جنونٌ هي ترتكبه في حق الشعب الفلسطيني أمام صمت مخجل للعالم أجمع.

هي حقوق تُسلب وأرواح تنتهك وطفولة تُعذب ومشاعر أم وأب تُغتال بالأمس رأيت مشهد لأم طاعنة في السن تجلس على أنقاض منزلها الذي لم يسلم من قذائف (الجنون) رغم استشهاد ابنها أصرت على الاحتفال بنجاحه في الثانويه العامه بنسبة 89% وزعت الحلوى بشوارع غزة لم تمهل الصواريخ الإسرائيلية والدة الشهيد من فرصة الاحتفال بإتمام حلمها الذي ظلت تستعد له وتنتظره طويلاً فاستهدفته تلك الصواريخ العشوائية قبل ثلاث أيام من صدور نتائج الثانوية فأصبحت توزع الحلوى في الشوارع وهي تبكي فرحاً بنجاحه تارةً واستشهاده تارةً وحزناً على فراقه تارةً، أي ألمٌ يعتصر قلب تلك الأم وأمهاتٌ مثيلات لها لم تمهلهم تلك القذائف الغادرة من الاحتفال بشهادات فلذات أكبادهن هذا جريح وذاك شهيد وذلك يتلقى العلاج.

مشهد آخر، مجموعة أطفال يضعون أيديهم على جنازة طفل شهيد لم يكمل السنتين أوقعته صواريخ الموت يهمسون بأذنيه (سنزفك للجنة بإذن الله) هذا المشهد ينطق ألم ويوجه رسالة إلى العالم بسؤال أين أنتم منا؟ أين أنتم من براءتنا؟ أين أنتم من دمائنا التي تُهدر يومياً أمام جنونٌ لا ينتهي!!!!

غير وغير من المشاهد لأطفال ينتشلون من تحت الأنقاض بأوضاع يصعب على القلم وصفها فقط تدمع الأعين وترتجف القلوب من الألم وقلة الحيلة.

استوقفني أيضاً طبيب نرويجي يقبل جبين طفل شهيد أشعرني بالخُزي على حالنا العرب ورفعت قبعة الاحترام لإنسانيته.

مشاهد يومية دامية لا تنتهي لإنسان غزة ماذا لو كان هذا الإنسان يهودياً؟

سؤال أوجهه لكل عربي يجاوب عليه بينه وبين نفسه وأن تملك الجرأة فليشارك به الآخرين.

سؤال نردده كل صباح أمام تلك المشاهد لشيوخنا لأطفالنا لشبابنا في غزة: كيف ومتى ستنتهي تلك العملية الإسرائيلة أمام صمت العالم؟!

نعم ما يحدث عارٌ على البشرية لن ينتهي إلا بموقف عادل متحرك عاجل.

لا نريد تعاطفا صامتا من العالم أو شخصا يظهر على الشاشات يتوشح شال فلسطين تعاطفاً مع القضية الفلسطينية أو آخر يظهر أمام الميكرفونات وفلاشات الكاميرات يشجب ويستنكر!!

نريد تعاطفا متحركا بمواقف مشرفة توقف ذلك الجنون على أهل غزة الذين يموتون فيه يومياً دون قاضِ في الأرض يحكم بالعدل بين البشر!