Tuesday 29/07/2014 Issue 15279 الثلاثاء 02 شوال 1435 العدد

شموع.. لا تطؤوها

عبد الإله العوفي

تنبيه: الموضوع سيستفيد منه أكثر المتطوعين والمتطوعات والمهتمين بهذا الجانب من أصحاب القرار، جرى التنبيه لتستفيد من وقتك... أكثر نعم.. إنهم شموع كيف لا وهم يحملون على عاتقهم فعل الخير بل إن بعضهم من فرط حبه لفعل الخير نسي نفسه (وهنا المِحك) هم.. شباب وفتيات.. يعملون في سبل الخير، لا أعني هنا أنهم من فئة معينة... أو أصحاب مظهر معين أو ينتمون لجمعية خيرية أو مكتب دعوة.. بل أعني الشباب والشابات العاملين بمجال الجهود الإنسانية الغير ربحية بالنسبة لهم أحيانا في إطعام المساكين وأحيانا في تثقيف الناس... إلخ كثيراً ما تجدهم في أماكن أهلية أو جمعيات ليس لها دعم حكومي، حب الخير هدفهم... قلوبهم أتت بهم ؛ لكن سؤال يدور في ذهني وهو كيف نحافظ عليهم... ليستفيد المجتمع منهم أكثر، فنظرا لارتباطي بالكثير من العاملين في العمل الطوعي مع عدد ليس بالسهل منهم، أجد أن البعض منهم يتوقف على فترات متقطعة والبعض ينقطع نهائيا، لذا أحببت أن أجيب على شكل رسائل:

الرسالة الأولى: أخي المتطوع أختي المتطوعة.. تأملا معي هذه المعادلة البسيطة أي الأمرين أهم للمجال التطوعي أن تستمر في مجال التطوع (5 سنوات) أو (20 سنة) بلا شك أن الإجابة الثانية هي اختيار منطقي للجميع ومن هنا أهمس في أذنك:

« أعط نفسك حقها... أقصد ثبت بنيانك ليستمر عطاؤك» دراستك، وظيفتك، والداك، أمور كثيرة قد تجهلها ويجهلها مرؤسوك لكنها قد تكون عائقا لك في العمل التطوعي وقد تقف تماما وفي رصيدك سنوات قلائل من العطاء.. والحل أن تبني نفسك أولا.. وأن تعطي التطوع الجزء المعقول من وقتك وبعد البناء تتسع دائرة اهتمامك بالتطوع وبهذا تكسب ويكسب المجتمع سنوات طوال من عطائك بإذن الله. الرسالة الثانية إلى أصحاب القرار ومرؤوسي المتطوع وهم كثر..على سبيل المثال (مديرة جمعية أو رئيس لجنة) بلاشك أن الغالب منكم ممن لهم باع في مجال التطوع وأيضا بلا شك أنكم قد أكملتم بناء أنفسكم (أقصد بذلك الاستقرار النفسي والمادي) فكن ممن يساهم في الحفاظ على شموع التطوع بالسؤال عن حالهم وتوجيههم تجاه أنفسهم اكسبهم بأخلاقك.. أشد بهم عند العامة والخاصة لا تسلبهم أعمالهم على أنها أعمالك..! حفزهم... ولو قرأت في هذا المجال لوجدت الكثير من الكتب والمقالات، الرسالة الثالثة للمجتمع المستفيد ( أنت. أنتِ. أنا. هو. هم.... إلخ) كلنا مستفيد منهم هم متطوعون ومتطوعات لا يريدون مقابل ولكن لابد من أن نسهم بالقليل محبة، شكر، دعاء، ثناء، تغاضي، لا نصنفهم بفئات معينة كل هذا وقد لهم بإذن الله... وأنت شريكهم إن فعلت. الرسالة الرابعة

لقلة ممن جعل من نفسه متطوعاً وهو في الحقيقة عبء على التطوع فقط... احتكر نفسه في زاوية أو في كرسي معين « فلا أرضا قطع، ولا ظهراً أبقى» فانظر في نفسك أخي الكريم إن كنت تشغل المكان الفلاني وكلفت بجهد غير ربحي في أي جهة تقبل العمل مع المتطوعين، وأنت لا تقوم بجهد مرضٍِ... فلا تستحي أن تتنحى وتترك المجال لغيرك ممن تفرغ أكثر منك... وابتعد عن الأعذار وأعذار مرؤوسيك لك... فللتطوع رُسل..

هذه همسات.. أرجو من كل من يقرأها أن يكون تطوعه من أجل الخير ويبتعد عن كل التصرفات والسلوك والتوجيهات التي تتنافى مع هذا العمل النبيل.