Wednesday 30/07/2014 Issue 15280 الاربعاء 03 شوال 1435 العدد
30-07-2014

أنقذوا المعتقلين السعوديين في العراق

تُصنَّف السجون العراقية بأنها من أسوأ المعتقلات وأكثرها إيذاءاً للمعتقلين، ومعتقلات أبو غريب والعقرب في بغداد وسجن الناصرية من أسوأ هذه السجون. وسجن الناصرية الذي تشرف عليه قوة الرافدين المكونة أصلاً من مليشيات شيعية متطرفة هي الأكثر إيذاءً وتعذيباً للمعتقلين الذين جميعهم من أهل السنة.

هذا المعتقل الذي خصصه نوري المالكي للذين يريد التخلص منهم وأغلبهم من أهل السنة، وبعد تهديد داعش من قرب الاستيلاء على مدينة بغداد والمناطق القريبة منها نُقل المعتقلون العرب وبالذات السعوديون منهم إلى سجن الناصرية السيء السمعة، وفي هذا السجن أصبح هؤلاء المسجونون عرضة للتعذيب والإهانة المستمرين من قبل سجانين تمتلئ نفوسهم بالحقد الطائفي. والمعلن أن هناك 56 مواطناً سعودياً موجودين في هذا السجن، منعت عنهم الزيارة منذ أكثر من ستة أشهر، ورغم توقيع اتفاقية بين المملكة والعراق إلا أن برلمان العراق في ظل هيمنة الطائفية الشيعية عليه لم يجرَ التصديق عليها، في حين صُدِّق على اتفاقية تبادل المسجونين مع إيران، ورغم أن المعتقلين السعوديين جميعهم متهمون وسبب اعتقالهم معظمه يتعلق باجتياز الحدود، إلا أنهم يتعرضون لسوء المعاملة، عكس المعتقلين العراقيين في السجون السعودية الذين يعاملون معاملة حسنة ويخضعون لإشراف المنظمات الحقوقية، رغم أن أغلبهم محكوم عليه بسبب تهريبه للمخدرات.

أسلوب معاملة المعتقلين السعوديين واستهدافهم بالتعذيب دون غيرهم يتطلب موقفاً حازماً من قبل المملكة العربية السعودية، وإذا كانت حكومة المالكي لا تهتم بالإدانة الدولية ولا تقيم وزناً للعلاقات العربية فيجب عزلها وفضح أعمالها العنصرية والطائفية، وأن يُصعد الأمر حتى وإن أدى إلى اتخاذ موقف جماعي عربي، وإن تعذر فيجب أن يكون هناك موقف جماعي من دول الخليج العربية التي تعاني جميعاً من تمييز سيء في المعاملة من قبل حكومة المالكي، وإن تعذر ذلك فعلى الأقل اتخاذ موقف حازم من قبل المملكة، وقطع التعامل مع حكومة المالكي وإعلان ذلك على الملأ، ليعرف العراقيون قبل غيرهم جرائم حكومتهم التي يديرها شخص مهوس بالحقد الطائفي.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب