Wednesday 30/07/2014 Issue 15280 الاربعاء 03 شوال 1435 العدد

رداً على د. السماري:

اتهامك لـ(الإبل) بأنها ناقل لـ(كورونا) دون حقائق.. إثارة وبلبلة لا داعي لها..!!

رداً على مقال د. عبدالعزيز السماري (الكورونا والإبل .. عنز لو طارت) المنشور في الجزيرة بتاريخ 4-6-1435هـ أقول إن البحث الذي نقل الدكتور السماري ملخصه في مقاله لا يرتقي بأي حالٍ من الأحوال إلى مستوى «إثبات» علاقة انتقال المرض من الإبل إلى البشر. إنما هو يمهد فقط لوجود علاقة احتمالية له مع الإبل لا يعلم تفاصيلها حتى الآن بشكلٍ دقيق. ومن هنا فلا وجه لمثل هذا الهجوم على الوزارة بدعوى التعتيم. إن هذا الطرح من الدكتور لا يقدم سوى الإثارة الإعلامية على المصداقية العلمية. وإليكم الأسباب:

1) في نقله لملخص البحث يقول الدكتور السماري (ومؤكدة انتقال الفيروس عبر الأنواع أي من الإبل للإنسان). وفي الواقع فإن عبارة (أي من الإبل للإنسان) هي من إضافة الدكتور السماري والتي لم ترد في البحث أصلاً! كما أن التعبير الفعلي في الملخص كان (موحياً - suggestive) وليس (مؤكداً) حسب تعبير الدكتور.

2) يتبين سبب تحفظ الباحثين الواقعي عن تأكيد وجود مثل هذه العلاقة بناء على هذا الكشف عبر الإجابة عن الأسئلة التالية: ما الذي يمنع أن يكون هذا الانتقال المتصور نتيجة لهذا الكشف هو من الشخص إلى الإبل وليس العكس؟ وما الذي يمنع أن يكون الإبل والشخص كلاهما قد أصيبا من مصدر ثالث للفيروس نفسه؟ علماً بأن هناك علاقة محتملة سبق توثيقها مع (الوطاويط) في أكثر من دراسة (منها بحث آخر أيضاً شارك فيه معالي الوزير في المجلة نفسها!). فهل الإبل وسيط ناقل أم مجرد ضحية مثله كمثل الإنسان؟ وهل تكفي دراسة حالة واحدة لإثبات علاقة مطردة؟ وأسئلة علمية عديدة غيرها.

3) استنتاج الملخص هو كما ذكر الدكتور (وكان الاستنتاج أن الجمال قد تكون بمثابة مصدر مباشر لعدوى فيروس الكورونا للإنسان). ولكن يلاحظ في هذا الاستنتاج أنه لا يزعم تأكيد أي شيء بل يورد عبارة احتمالية «قد تكون», وقبله عبارة (موح بانتقال الفيروس عبر الأنواع). ومن المعلوم علمياً أنه لا يصح أن يقدم ما غلب على ظن الباحث (أو الناقد) على أنه إثبات علمي, إنما هو محفز للمزيد من البحث لمحاولة الإثبات. هذا فضلاً عن مدى التهور العلمي الكائن من الوزارة لو تم ادعاء ذلك التأكيد من قبلها كجهة رسمية ينبغي أن تكون ذات مصداقية ومسؤولية فيما تعلنه.

4) مراكز الطب المبني على البراهين حول العالم تضع تصنيفات لقوة الأدلة الناتجة عن الأبحاث العلمية. وإن هذا الدليل الناتج عن هذا البحث المذكور لا يرقى إلا إلى أدنى الدرجات الثلاث لتصنيفات مركز فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية, أو إلى أدنى الدرجات الخمس لتصنيفات مركز أكسفورد. فكيف يريد الدكتور من الوزارة أن تخرج للعامة مؤكدة وجود علاقة كهذه بناء على أدلة بهذه البدائية؟ وماذا سيكون موقف الوزارة لو تأكد خلاف ذلك لاحقاً؟

5) في إعلان منظمة الصحة العالمية لنهاية شهر نوفمبر الماضي تعليقاً على أبحاث أخرى: (هذه النتائج تبين أن الجمال يمكن أن تصاب بالفيروس ولكن لا توجد معلومات كافية للدلالة على الدور الذي تلعبه الجمال وغيرها من الحيوانات في احتمال انتقال الفيروس، بما في ذلك من وإلى البشر).

قد تتأكد هذه العلاقة مع الإبل في المستقبل ولكن إلى ذلك الحين فإني أربأ بالدكتور من أن يكون من الممارسين للإثارة وإلقاء تهمة التعتيم على مسؤولي الوزارة وهو من يتوقع منهم أن يكون من المتمسكين بالمهنية والمصداقية العلمية. نعم هنالك جوانب قصور في أداء وزارة الصحة كما في غيرها من القطاعات, ولكن هذا الأمر ليس مثالاً لذلك القصور. بل يشكر للوزارة موقفهم المسؤول حيال نشر المعلومات حول هذا المرض فقط بعد توثيق دقتها.

وقد أشار أحد الدكاترة المتخصصين في جامعة الملك سعود قبل شهر ونصف الشهر وعبر جريدة «الجزيرة» أن لا علاقة للإبل بكورونا وكتب تقريراً شاملاً ومفصلاً وأثبت بالأدلة أن الإبل بريئة من كورونا.

- د. يوسف بن عبدالله