Sunday 03/08/2014 Issue 15284 الأحد 07 شوال 1435 العدد
03-08-2014

ينتقد الأمير ثم يحتفل على شرفه!

قصـة طريفة، وتحمل في جنباتها معاني كبيرة، حدثت في إحدى بلدان نجد، وتحديداً في إقليم سدير، كما يذكر راوي هذه القصة الشيخ عبد الله بن عبد المحسن الماضي «أبو عبد المحسن».

تقول قصة ابن ماضي، وهي قصة من الماضي القريب، وليس البعيد: إن أمير إحدى البلدات السديراوية بلغه أن أحد أبناء بلدته ينتقده في أكثر من مجلس، وأمام أبناء البلدة. وقد وصل هذا النقد للأمير الذي لن ينزل لمستوى هذا الشخص ويرد له الشتم بمثله، ولكن ليس من الحكمة السكوت عن هذا الشتم حتى لا يصبح حقيقة أمام أبناء هذه البلدة.

فكّر الأمير بحكمته وعقله، ووجد طريقة رائعة، يقضي بها على الشائعات، ويؤدب هذا الشخص دون أن تنزل قيد أنملة من هيبة ومكانة الأمير، وفي الوقت نفسه ينفضح هذا الرجل الذي يشتم الأمير بغير وجه حق.

تصرُّف الأمير كان كالآتي:

ذهب إلى هذا الشخص الناقد الشاتم وقال له: (بكرة قهوتنا عندك)، أي سنزورك في بيتك غداً. وبطبيعة الحال، كان لا بد من أن يدعو ذلك الرجل الجماعة والأهالي كافة على شرف هذا الرجل الوجيه. ولما حضر الناس المناسبة قالوا سراً أو جهراً «كيف يشتم الأمير ثم يدعوه لمنزله ويتشرف به!!».

لا شك أنه كذاب، أو صاحب مصلحة.

وهكذا أدب الأمير بحنكته وعقله من يقع في الناس بغير حق. هذه الأساليب الراقية في التعامل مع الحاسد والحاقد ومن يريد بكَ سوءاً مما عمله الآباء والأجداد تعطينا دروساً عملية في أن أفضل الطرق في التعامل مع من يريد بك السوء هي عدم رد الإساءة بمثلها، بل الرد بطريقة راقية.

وقبل هذا الموقف بكثير، وأفضل منه، كان هدي نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام في التعامل الطيب مع المسيء مهما كانت نيته وأهدافه.

في تجارب الماضي لنا عِبَر ودروس؛ يجب أن نستنطقها.

رحمهم الله، وغفر لهم.

للتواصل: على التويتر @yousef_alateeg- فاكس 2333738

مقالات أخرى للكاتب