Tuesday 05/08/2014 Issue 15286 الثلاثاء 09 شوال 1435 العدد
05-08-2014

راصد يومي لحوادث السير

أحسنت وزارة الصحة صنعاً حينما انتهجت الشفافية والوضوح فيما يتعلق برصد ما يتعلق بمرض كورونا، حيث تنشر يومياً عدداً الإصابات والوفيات حتى وصلت لدرجة إعلان عدم وجود أية إصابة جديدة خلال 24 ساعة مضت، وأيضاً تعلن عن الحالات التي شفيت منه، ولم تترك الناس فريسة لإشاعات قنوات التواصل الاجتماعي وغيرها حينما منعت نشر أي خبر حول المرض إلا من خلال المتحدث الرسمي لها، وبذلك أوقفت سيل التكهنات والمبالغات والأخبار المغلوطة.

والحق أنني أتابع عن كثب نشرة وزارة الصحة اليومية، وتسعدني دقتها ببث الأخبار حول هذا المرض الذي زرع الرعب في قلوب الناس. ولا شك أن جهودها تُذكر فتُشكر من حيث احتواء المرض وتخصيص مستشفيات لاستقبال الحالات وعلاجها فضلاً عن النشرات التوعوية.

ونجاح الوزارة يغري باستنساخ الفكرة وتطبيقها على إدارة المرور بحيث يتم يومياً رصد حوادث السير في جميع مناطق المملكة، وذكر عدد الإصابات والوفيات وتلفيات المركبات من خلال موقعها الإلكتروني ونقله عبر وسائل الإعلام الموثوقة، وتوجيه الناس وتوعيتهم حول مخاطر عدم الالتزام بقواعد وأنظمة المرور.

إن رصد حوادث المرور ونشر صور آثارها كفيل بردع السائقين عن ممارسة السرعة أو قطع إشارات المرور أو الاستهتار بالقوانين والأنظمة المرورية، ومن ناحية أخرى تبصير الناس بأن محصّلة وفيات الحوادث المرورية تعادل حصيلة الحروب عند البلاد المنكوبة وقد تتجاوزها، وفيه تحذير غير مباشر للسائقين من مغبة السرعة، السبب الرئيس بكل حادث مروري.

ولا يعني ذلك تبرئة وزارة النقل وإدارة المرور من حوادث الطرق، فهما شريكان بوقوع بعضها من حيث سوء تصميم الطرق ورداءة سفلتتها، وتساهل السائقين واستهتارهم بالأنظمة المرورية وعدم معاقبتهم، برغم وجود (كاميرات ساهر) التي تم تركيبها ببعض الشوارع والطرق، ولا ننكر مساهمتها بالحدّ من السرعة فقط.

ويبقى التفحيط عصياً على رجال المرور، وكذلك بعض المخالفات الأخرى كانعطاف بعض السائقين لليسار وهم قادمون من أقصى اليمين! أو الوقوف يميناً عند الإشارة ومنع سائقي السيارات خلفهم من حقهم بالانعطاف يميناً.

ولو دققنا في تلك المخالفات؛ لوجدناها تصدر من صغار السن - غالباً - فلو منعت إدارة المرور أي شاب من السياقة إلا بعد بلوغه 20 سنة أسوة بأوروبا لقلّت الحوادث كثيراً، حيث تعد عندهم جريمة وهي في الواقع كذلك.

نحتاج لحزم ومتابعة من رجال المرور في كل وقت وليس في المواسم فقط، فهم صمام الأمان، نفع الله بهم وأعانهم على الجهلة والمتهورين وإرهابي الشوارع!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب