Wednesday 06/08/2014 Issue 15287 الاربعاء 10 شوال 1435 العدد
06-08-2014

عزيزي وعزيزتي «النفسية»..!

قد يمنع الأدب والحياء أغلب الناس حولكم بأن يقولوا لكم كفى.. أنتم مزعجون أكثر من الأطفال في عز نشوتهم عند اللعب أو مبالغتهم لحظات حزنهم..

لذا سآخذ زمام المبادرة وأمنحكم فرصة النظر في مرآة صريحة توضح أدق عيوب تعاملكم ومشاعركم البدائية التي تؤذي من حولكم.. قبل أن ينتهي رصيدكم العاطفي في قلوبهم ويعطونكم تصريح خروج بدون عودة لحياتهم.

أيها النفسية أنت لست محور الكون.. فلا تكن حساساً وتأخذ المواقف على محمل شخصي.. وتبدأ باسطوانة العويل والشكوى من تغير مشاعر الآخر تجاهك.. لكل إنسان ظروفه فابتعد عن المحزون والغاضب والحائر.. واتركه حتى يعود من جحيمه ويصبح صالحاً للحوار الآدمي.

أيها النفسية لست نجم العالم لتخاف من عيون الناس.. وتلقي خيبتك وفشلك على وهم العين والحسد والسحر.. هي أفكار أنت مستعد للاستسلام لها ليس أكثر.. فإذا جاملك أحدهم أو امتدح شيئا فيك أو لك.. فلا تظن أنك بلغت ذروة المجد.. وأحمد ربك أن فيك شيئا يدعو للمديح.. واستمتع بإشباع غريزة الإطراء واسمح لها أن تضخ فيك شيئا من الثقة.. بدلاً من توقع عفاريت الشر التي ستتطاير من عيونهم وتسلبك حياتك دون أن يراهم أحد!

لو كان لعفاريتهم وجود وسطوة، ليتهم يقفون خلف خط النار ويردون عن المنكوبين قذائف العدوان.. ويرسلون زفرات حسدهم لتدك معاقل الظلم والعدوان المنيعة.. أرأيت وحدك من يشكون قوتهم وبطشهم.. لأنهم يعيشون في عقلك يا مسكين.

أيها النفسية قبل أن تقول هذا جيد وهذا ضار.. جرب أن تختبره بنفسك.. جرب أن تعرف طعمه ولونه وشكله.. قبل أن تنزع عباءة الدين عن أحدهم.. جرب أن تعرفه لتفهمه.. جرب أن تقرأه لتعرف رسالته.. جرب لو مرة أن تبني رأيك بعدالة.. ومن قناعة ذاتية.. جرب أن لا تكون أداة ولو مرة واحدة.. اجعل لرفضك معنى.. وأترك لقبولك مبررا لنفسك وليس للآخرين.. جرب أن تتعلم مهارة الاختيار.. جرب طعم الحرية قبل أن تتهمها.. جرب أن تحرك عقلك قبل أن تمنحه إجازة.. أو تؤجره لغيرك.

أيها النفسية لست إلهاً يحاسب الناس على أنفاسهم ونظراتهم وهفواتهم.. دعك منهم وانظر لحالك فلست ملاكاً بلا نوازع ولا غرائز.. عار عليك أن تكون حسيباً وأنت لص.. جرب أن تعالج انحرافك الذي لا يعرفه غيرك.. عندها أعدك لن تجد وقتاً لتأخذ دور حارس الفضيلة.

أيها النفسية.. جرب أن تحب الحياة.. لتعرف أن روح الإنسان أثمن من أن تزهق من أجل فلان وعلان.. أو من أجل فكرة تشبثت بها قناعاته.. يكفي أن يكون إنسانا لتحترم وجوده.

amal.f33@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب