Wednesday 06/08/2014 Issue 15287 الاربعاء 10 شوال 1435 العدد
06-08-2014

أحد عشر ملعباً.. وحلم معماري

أمر خادم الحرمين بتأسيس أحد عشر ملعباً على غرار ملعب الملك بجدة - الجوهرة - ليصبح لدينا في كل منطقة ملعب متميز بمواصفات متطورة، مثل ما هو موجود بجدة والرياض. القرار الأعلى اتخذ، ويبدأ دور التنفيذيين ودور المهتمين بطرح التصورات والتخطيط ثم التنفيذ لتفاصيل تلك الملاعب، فلنبدأ بفكرة - حلم لمشاركة شبابية في تنفيذ هذه الملاعب.

فكرة تأسيس تلك الملاعب على غرار ملعب جدة، لا تعني بأن تكون إحدى عشرة نسخة من ذلك الملعب، وإنما المقصود أن تكون مشابهة له من ناحية السعة والحجم والوظيفية - أو هكذا أتوقع - ومتباينة في التصاميم والطراز المعماري ليكون لدينا ثلاث عشرة تحفة فنية معمارية رياضية، وبالذات في ظل الفقر الفني الجمالي الذي نعانيه في مبانينا الحكومية. لدينا جامعات ومستشفيات ومدارس بكل منطقة، لكن كم مقراً جامعياً نستطيع أن نقول عنه بأنه تحفة معمارية متميزة أو حتى جامعة لديها مقر معماري يتواءم مع فلسفة أكاديمية واضحة؟.. لا يُوجد فرق بين مدرسة تُؤسس في الجبل وأخرى في الصحراء وثالثة بجوار البحر، وهذا ينطبق على بقية مقرات المؤسسات الحكومية، وعليه اسمحوا لي أن أحلم بأن تكون ملاعب كرة القدم الجديدة تسير بشكل مختلف عن النمطية المعتادة في مشاريعنا الحكومية. اسمحوا لي بطرح فكرة إبداعية تأتي من خارج الصندوق.

قبل طرح فكرتي هنا قصة قصيرة، كنت حاضراً ذات يوم بصفتي الوظيفية نقاشاً لبداية تأسيس مشاريع معمارية ضخمة، فطرحت أسئلة مشابهة لما أطرحه هنا وجاء رد المدير - حينها - بأنه لا وقت لمناقشة هذه التفاصيل والشركة العالمية لديها الخبرة فلا تقلق. للأسف كل ما طالعت ذلك المشروع الضخم الذي نفذته الشركة العالمية أتحسر على إضاعتنا فرصة كانت سانحة لتأسيس مشروع إبداعي ذي فلسفة ورؤية مستقبلية، فكل ما قدمته لنا تلك الشركة العالمية صناديق مزركشة من البناء تفتقد الروح والإبداع والرؤية. ما أريد أن أقوله هنا، إننا لا نمنح أنفسنا فرصة كافية للتخطيط وبأن وجود شركة عالمية للتنفيذ ليس ضماناً كافياً لأن تخرج مشاريعنا متميزة!

هنا يأتي حلمي الشبابي بأن يشارك شباب البلد في تصميم ملاعب المستقبل، فكيف نضمن أكبر مشاركة شبابية في هذا الشأن؟

يُعلن عن مواقع الأراضي بكل منطقة، ثم تطرح مسابقة التصميم لجميع طلاب وطالبات كليات العمارة والتشييد بالمملكة، بمساعدة أساتذتهم في المجال الرياضي والمعماري والفني. على مدى سنة دراسية سنخرج بعشرات التصماميم ولعلنا نختار أفضل خمسة أو عشرة تصاميم لكل ملعب، يتم عرضها ونقاشها من قبل المتخصصين والمستفيدين ومسؤولي المناطق ورعاية الشباب.. بعدها يمنح أصحاب التصاميم الفائزة فرصة لتحسينها وتطويرها بدعمهم لزيارة ملاعب وشركات عالمية لمزيد لتكون تلك الزيارات هي جائزتهم الأولى، ثم في النهاية يتم إجراء جولات إضافية من التحكيم حتى نصل إلى أفضل التصاميم.. وأساتذة العمارة قادرون على تحديد إطار المنافسة ومواصفاتها، ولا بأس إن قدم شبابنا مشاريع غير مكتملة، فالمطلوب هو تقديم أفكار ورؤى معمارية حديثة لتبقى مهمة الشركات الكبرى لاحقاً تطوير معايير البناء وتفاصيلها.. وقد يكون الحلم أكبر بأن يشارك أولئك الشباب في فرق المشروع المختلفة.

لأجل تطوير مهارات أكثر من مائة معماري، ولأجل الحصول على إبداع شبابي سعودي، ولأجل الحصول على النكهة المحلية في الملاعب الحديثة، لأجل كل ذلك لن يزعجني تأخر تنفيذ تلك الملاعب عاماً أو أكثر قليلاً.. فهل نفعل ذلك.. أم نسير على دربنا الاستهلاكي المعتاد في شراء التصميم واستقدام المنفذ وتقليد الغير...؟

يتبع...

malkhazim@hotmail.com

لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

مقالات أخرى للكاتب