Thursday 07/08/2014 Issue 15288 الخميس 11 شوال 1435 العدد

رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة حائل:

كلمة خادم الحرمين أبلغت وأسبغت في معناها ومحتواها وحذرت من الفتن

حائل - سلطان الشبرمي:

أكد رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة حائل فضيلة الشيخ سلامة بن محمد الجلعود بأن كلمة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- أوجزت في مبناها وأبلغت وأسبغت في معناها ومحتواها وحملت الكثير من المضامين العميقة والدلالات الراسخة التي مثلت نهج هذا البلد قيادةً وشعباً وأبانت المعدن الأصيل وأوضحت وعرت الفكر الدخيل فكانت نعم الوصية وأضحت منهجاً للبرية تضيء الطريق الذي أظلمته الفتن وتنقذ بحول الله البلد من النتن والفتن.

مضيفاً الجلود لقد بدأت الكلمة الموفقة بالتحذير من الفتن والوقاية منها وهذا لعمري أعظم النصح وأبلغه فما أخطر الفتن وما أكبر ضررها وأشد شأوها وخطرها الفتن يوقد جذوتها أعداء متربصون حاقدون أو جهلة قاصرون مغررون ويصطلي بنارها عباد صالحون وأناس أتقياء بريئون وما أن تشتد هذه الفتن ضراوة حتى يستشري ضررها ويتفاقم خطرها عند ذالك تلتبس الحقائق وتختلط المفاهيم وتختل الموازين فلا يعرف الكاذب من الصادق ولا الصادق من المنافق فيهلك بسبب ذلك الخلق الكثير ويحتار عن الرشد ذو العقول والبصائر.

ولهذا دأب ولاة الأمر من سلف هذه الأمة وأئمتها على التحذير من الفتن والتذكير من بشرها وخطرها. فهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يحذر من الفتن ويصفها بقوله: «تبدأ في مدراج خفية وتؤول إلى فضاعة جليلة فتزيغ قلوب بعد استقامة وتقتل رجال بعد سلامه وتختلف الأهواء عند هجومها وتلتبس الآراء عند نجومها من أشرف لها قصمته ومن يسعى لها حطمته تغيب فيها الحكمة وتنطق فيها الظلمة وتثلم منار الدين وتنقض عقد اليقين تهرب منها الأكياس وتدبرها الأرجاس مرعاد مبراق كاشفة عن ساق تقطع فيها الأرحام ويفارق عليها الإسلام فلا تكونوا أنصاب الفتن وأعلام البدع وألزموا ما عقد عليه حبل الجماعة وبنيت عليه أركان الطاعة وأقدموا على الله مظلومين ولا تقدموا عليه ظالمين وأتقو مدارج الشيطان ومهابط العدوان «.

وقال: إن من أعظم الأسباب التي تقي بحول الله من الفتن وتعصم منها هي اللجوء إلى الله والدعاء ولزوم جماعة المسلمين وأئمتهم والسمع والطاعة لهم في المعروف ونبذ الفرقة والتفرق، كما أشارت كلمة المليك -رعاه الله- فهذا منهج رباني حكيم {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}.. وعن ابن عمر مرفوعاً (عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين ابعد ومن أراد بحبوحة الجنة فليزم الجماعة) وأنني إذ أشير لكمة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لا يفوتني أيضاً إن أشير إلى عتبه الحاني ونصحه الأبوي الشفيق من خلال كلمته التي وجهها لعلماء الأمة آمراً لهم نبذ الكسل والصمت والقيام بما أوجبه الله عليهم من بيان الحق وتفنيد كل فكر مريض دخيل يريد أن ينال من هذه البلاد ووحدتها وحق له إن يعتب وان يستحث الهمم فنحن نمر بظرف دقيق يستجوب تضافر الجهود واستنهاض الهمم للوقوف صفاً واحداً في وجه كل من أراد النيل من دين هذه البلاد وقيادتها وشعبها.

واختتم فضيلة الشيخ الجلود حديثه لـ»الجزيرة» قائلاً: أسأل الله جل في علاه أن يحفظ علينا أمننا وأن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يسبغ على خادم الحرمين الشريفين لباس الصحة والعافية وأن يجزيه عن نصحه لامته وشعبه خيراً، وأن يريه الحق حقاً ويرزقه اتباعه والباطل باطلاً ويرزقه اجتنابه، وصلى الله عليه وسلك على نبينا محمد وآله وصحبه.