Friday 08/08/2014 Issue 15289 الجمعة 12 شوال 1435 العدد
08-08-2014

ليلة العيد على وجه التحديد

أمور كثيرة وتحولات أساسية في المشاعر والسلوكيات بمجرد إعلان ثبوت الرؤية لشهر شوال، يخرج من بيته منقبض المشاعر مترددا، هل يفرح على إكمال الصوم أو يحزن لانتهاء شهر الصيام، يدير إذاعة القرآن ويستمع من مذياع سيارته خبر ثبوت شهر شوال وكلمة الملك مقروءة نيابة عنه من قبل وزير الثقافة والإعلام موجهة للشعب ولسائر المسلمين في أنحاء المعمورة.

تدور في خلده عدة أمور: وقت أذان العشاء هل سيتقدم أو يتأخر ومن ثم الإقامة للصلاة؟ ويدخل المسجد ويقابل بعض الشباب الذي اعتاد رؤيتهم في صلاة التراويح و التهجد، ويعلم منهم انه لم يؤذن لصلاة العشاء بعد ويدور حديث معهم عن حكم المعايدة قبل صلاة العيد، والمسألة مختلف عليها بين طلبة العلم، فمنهم من يقول في الأمر سعة ومنهم من يقول إنها مشروعة بعد صلاة العيد، ثم يدخل المؤذن ويشرع في الأذان، وبعد الصلاة يتبادل جماعة المسجد السلام والتهاني والأدعية بقبول الصيام والقيام، وبعد الخروج من المسجد يبدأ في مراجعة مهام هذه الليلة، إخراج زكاة الفطر وملتزمات الأسرة استعدادا للعيد ولربما غداء العيد وزيارة الأقارب، ولربما السفر لمكان قريب أو بعيد، أعظم مشروع صبيحة العيد الصلاة وهو ما تعارف عليه بين طلبة العلم بوقت توزيع الجوائز والمحفزات لها متعددة، ولكن للأسف هنالك من يتقاعس ويتكاسل عنها بحجة أنها فرض كفاية، إلا أننا نلاحظ أن المقيمين يقبلون ويحرصون على صلاة العيد اكثر من غيرهم.

أما ما يتعلق بالاستعدادات للعيد فتتباين تبعا للوضع الاقتصادي فالقوة الشرائية ترتبط بالمستوى الاقتصادي، لكن بشكل عام هنالك حمى الإقبال على الأسواق للمأكل والملبس قبل دخول رمضان وفي نهايته، حيث تكتظ الأسواق بالمستهلكين.

وهنالك تفكير في برنامج الزيارات والتواصل في هذه المناسبة الفريدة، التي تتيح الفرصة للأقرباء والأصدقاء الأقرب فالأقرب، وهنالك من يغادر موطنه إلى آخر قبل العيد أو بعده تبعا لظروف معينة، تختلف باختلاف كل فرد، ولكل منا تفضيلاته.

إذن مناسبة العيد والحديت عنها ذات شجون، ولكنها فرصة ووقفة تراجع فيها الأمور، وقفة تأمل، وفيها نتذكر أحبابا كانوا معنا ملء الأعين والأنفس ولكنهم رحلوا، نترحم عليهم ونتذكرهم خاصة في هذه المناسبات العزيزية على النفس، أواه كم عزيز علينا لم يعد معنا، هذه هي الحياة، كما يريدها خالق الكون، سبحانه وتعالى. مناسبة العيد يجب ألا تمر دونما مراجعة النفس وإعادة الحسابات مع الذات ومع الغير، قريب أو صديق أو زميل، بله سائر الناس. كل عام وأنتم بخير.

alshaikhaziz@gmail.com

رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية السعودية سابقاً، رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سابقاً.

مقالات أخرى للكاتب