10-08-2014

هيئة الغذاء والدواء والتحذيرات الناعمة!

تعد هيئة الغذاء والدواء من الهيئات المستقلة التي تقوم بجميع المهمات الإجرائية والتنفيذية والرقابية، بهدف ضمان صحة الغذاء والدواء للإنسان والحيوان، وكذلك سلامة المستحضرات الحيوية والكيميائية، كما أنه موكول إليها مراقبة الأجهزة الطبية والتشخيصية والمنتجات الإلكترونية التي لها مساس بصحة الإنسان، ووضع المواصفات القياسية الإلزامية لها.

وبرغم أهمية هيئة الغذاء والدواء ودورها الحيوي؛ إلا أنها تقوم بذلك الدور على استحياء! وغالباً ما تتوجه للمواطن بالتحذير بدلاً من التواصل مع الجهات المختصة، وهو أمر يحتاج توضيحاً وتبريراً منطقياً من الهيئة. فالمواطنون يختلفون في وعيهم وثقافتهم فضلاً عن وجود قناعات راسخة في عقولهم.

والأسئلة المطروحة دوماً: لماذا تعمد الهيئة للتحذير من منتج كيميائي أو غذائي بعد دخوله للمملكة؟ ولم لا يكون دورها وقائياً أكثر من علاجي؟ وهل ذلك بسبب قلة الكوادر المدربة أو ضعف الآلات وقلة المختبرات؟

إن التعاون والشراكة الفعلية بين الهيئة والجهات المختصة وبالذات الجمارك ووزارة التجارة والبلديات قد يجنب المواطن المخاطر المتوقع حصولها، ويفترض عدم الفسح لأي منتج إلا بعد مصادقة الهيئة عليه، وهو ما ينبغي العمل به دون توانٍ.

ويبدو من تحذيرات الهيئة الناعمة أنها لم تجد نفعاً مع بعض المواطنين البسطاء فلجأ المرضى منهم إلى محلات العطارة التي تشكل خطراً كبيراً برغم تحذيرات الهيئة المتكررة من الخلطات المجهولة، فلا زالت تلك المحال مستمرة في بيع الأدوية والمستحضرات العشبية والعقاقير الطبية التي لا تخضع لمعايير وجودة الخدمات الصيدلانية. وهو ما يشير إلى أن المرضى ضاقت بهم السبل سواء بطول مدة مواعيد المستشفيات أو عدم وجود مصحات أصلاً في قراهم الصغيرة.

ولعل الهيئة تنشط إعلامياً وتبتكر طرقاً جديدة للتحذير من المستحضرات المصنعة داخلياً دون ترخيص، وتتخذ التدابير اللازمة لمنع وصول الخارجية منها إلا بعد التأكد من مناسبتها للمستهلك، فضلاً عن الدعوة لدخول المواطن متعاوناً وشريكاً في التوعية والتحذير، وفتح خطوط ساخنة للتبليغ عن أي مستحضر دوائي أو مستهلَك غذائي.

ولعلي أعتب على الهيئة بعدم استقطاب الكوادر النسائية المتخرجة حديثاً من الجامعات السعودية وبالذات تخصصات التغذية، وسلامة الغذاء، والتصنيع الغذائي والجودة، حيث لديهن الحماس والكفاءة، ويمكن الاستعانة بهن لسد النقص الهائل من الموظفين بالهيئة فضلاً عن وجوب إنشاء أقسام إدارية نسائية أسوة بجميع الدوائر الحكومية الأخرى.

والحق أننا لا نشك مطلقاً في أهداف هيئة الغذاء والدواء النبيلة ونشد على يدها؛ إلا أن المواطن يتطلع للمزيد، انسجاماً مع طموح القيادة الحكيمة وسعيها لسلامة المواطنين.

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب