10-08-2014

قدرات عجيبة

نشرت المكتبة الوطنية لعلم الطب تقريراً عام 2006م (وهي منظمة أمريكية حكومية)، وهذا التقرير عبارة عن نتيجة لتجربة علمية شيقة، فقد اكتشفوا أن الكلاب –أكرمكم الله- يمكن تدريبها لتكتشف بعض أنواع مرض السرطان في البشر.

وجد العلماء أن المصابين بسرطان الرئة والثدي تحوي أنفاسهم رائحة معينة، وقام الباحثون بتدريب 5 كلاب منزلية عادية على تمييز هذه الرائحة، وبعد بضعة أسابيع صارت الكلاب تتعرف على الرائحة وذلك بأن تجلس أمام المصاب فإذا زفر المريض التقطت الرائحة ونبحت. جربوا هذا على عدة مراحل من هذا المرض، وكانت النتيجة أن الكلاب أصابت في اكتشاف السرطان بنسبة نجاح 90% إلى 100%.

هذه ليست حالة نادرة، فليس غريباً أن تملك الكلاب هذه القدرة، ذلك أن الحيوانات قد أوتيت من القدرات المميزة والحواس الحادة أكثر بكثير مما لدينا، ولنبدأ بسؤال: كيف يخطب الرجل ود المرأة؟ قد يتودد إليها بالهدايا، أو الكلام اللطيف، أو بما أوتيه من خَلقٍ أو خُلُق. لكن حلزوناً لا يوجد إلا في جزيرة صباح الماليزية لديه طريقة مختلفة: إنه يطلق «سهماً» عليها، وهي مادة من جسمه مشبعة بالهرمونات، فإذا أصابت الأنثى امتص جسمها الهرمونات وصارت تميل إلى الذي قذفها بالسهم!

ولو غصتَ في بحيرات المكسيك فسترى أحد أعجب الكائنات التي خلقها الله، وهو كائن غريب مزعج الشكل، ألا وهي عظاية المكسيك أو سلمندر المكسيك، كأنه خليط بين جنينٍ بشري وسحلية وسمكة! هذا الكائن يحوي قدرة يتمنى كل البشر أنهم يمتلكونها، وهي نمو الأعضاء المفقودة.

لا يحتاج السلمندر أي دواء ولا عمليات جراحية، وأعظم تقنياتنا الطبية ليست إلا تفاهات مقارنة بما يمكن لهذا الكائن أن يفعله، فلو جُرح فإن جسمه يبدأ فوراً في مداواة الجرح وإعادة ذلك الجزء كما كان. بل أكثر، لو أن يديه وقدميه قُطِعت فإن الجسم يبدأ عملية معقدة يقوم فيها بإنماء تلك الأطراف من جديد ليعود سليماً كما كان! هذه العملية لا تأخذ عشرات السنين بل تكفيه أشهر بسيطة، والمدهش أنه لا يعيد إنماء الجلد فقط أو شيء سهل التوليد بل أي شيء يفقده من جسمه فسينمو من جديد: الأوعية الدموية، الأوتار والأربطة، العضلات، الأعصاب، بل حتى أجزاء من المخ!

إنني أحب التفكر في هذه الكائنات المدهشة التي هي من الأدلة على عظمة الله سبحانه وكيف ناوع بين أشكالها وقدراتها، وقد قال سبحانه في الآية 29 من سورة الشورى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ}.

i.alammar.11@gmail.com

Twitter: @i_alammar

مقالات أخرى للكاتب