11-08-2014

شرورة التي أحببت

عقداً من الزمن علاقتي بشرورة الأرض والإنسان، شيخ العلم، وشيخ القبيلة، أرض تحفها رمال الذهب التي زادتها لمعاناً من ذهب، وإنسان جادٌ عهدته حاملاً الولاء لعقيدته التي بها يصلح دينه، وعرف من خلالها ماله وما عليه تجاه وطنه وولاة أمره، فسعى للقيام بما عليه، وإن حصل نقص من وجهة نظره فيما له، فليس هو الإنسان المكافئ، لكنه القائم بالواجب الذي يتقرب به إلى ربه.

شرورة المحافظة الحالمة الناهضة.. تأتيها اليوم، وإذا بها تخطت ما كانت عليه بالأمس اتساعاً وتكاملاً في الإدارات وكثيرا من المجالات.. فمن أين لها كل هذا؟

إنه من الله سبحانه وتعالى ثم ذاك الدعم السخي الذي تنفقه الدولة عليها وعلى أخواتها في مملكتنا المباركة.

إنسان شرورة الذي يبني ولا يهدم، ويصلح ولا يفسد، ويفيد ويستفيد.. إنسانٌ صادقٌ واضح تأمنه؛ لأنه يصدقك، فلا يعرف الحيل والمخادعة - كذا أحسبه والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحداً - شرورة بأبنائها والمقيمين فيها في حركة دائمة، صلاة وتجارة.. فالتمسك بالدين والحرص على المحافظة عليه هو في غالب أهلها؛ ولذا وجد أصحاب الفكر المصادم في بعض أبنائها بغيتهم؛ استثماراً لتلك العاطفة الدينية الصادقة التي يحملونها؛ فزادت لدى بعض البعض العملية، ومارس الإقصاء، وهيأ لبعض من يتفقون معه في الفكر أن تكون شرورة الحبيبة محطة من محطات تسويق الفكرة الهادمة للبناء والإنسان، وإنني مع استنكاري لذلك، فإنني أربأ بأبناء شرورة عموماً والمتأثرين منهم على وجه الخصوص أن يكونوا دليلاً ومعولاً للمتربصين في هدم وترويع محافظتهم وبالتالي بلادنا الحبيبة - المملكة العربية السعودية - وأربأ بإنسان هذه المحافظة وهو الحريص على الفقه والسنة ومعرفة قدر أهل العلم، وأهمية التلقي منهم و الصدور عنهم، أن تكون علميته مبنية على مواقع التواصل الاجتماعي، والأشخاص المجهولين؛ وإذا به شعر أو لم يشعر أصبح يحمل سمة من سمات الفرق المنحرفة - كالخوارج وغيرهم - مع أنه يرى في حياته الأولية تخطئة هذا الفكر والبعد عن حامليه.. وكم كنت أتمنى أن يكون اسم شرورة عالمياً في غير هذا الحدث، بل يكون في منجز عالمي تفاخر به شرورة وأهل مملكتنا جميعاً، من تفوق علمي وترابط اجتماعي جاذب، وغيرهما مما هو خير كله، والأمل مازال باقيا والظن الحسن بشرورة وأهلها يزداد حُسن بناء وولاء، وكم لشرورة في القلب من مكان يتسع لأهلها جميعاً، فله الودّ والحب وصدق الرغبة بأن يكونوا النموذج الأجمل في مملكتنا المباركة حرسها الله وحماها وحفظ ولاتها وأهلها.

مدير عام جمعية البر الخيرية ببريدة (بر) - عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

مقالات أخرى للكاتب