13-08-2014

الجلوس يسبب (السرطان)!

اكتشف الموظفون مصادفةً، وعبر تسريبات (قهوجي المدير)، أن سر بقاء الأخير لساعات طويلة هو طاولة صغيرة تحت مكتبه، (يُمرجح) عليها رجليه في الخفاء؟!

طبعاً تزداد الشكوك (كثقافة عالمية) حول سر بقاء (المديرين) لساعات طويلة في مكاتبهم، تبعاً للقاعدة (اللوينسكية) بعد فضيحة (مونيكا) عام 1999م، التي تقول (إذا أردت أن تعرف مديرك انظر تحت طاولته)؟!

أشهر المفاهيم المجتمعية الخاطئة لدينا في هذا الجانب تقول إن الجلوس لوقت طويل يعني (الراحة)، بل إن دراسة علمية متداولة تمدح (جلسة التربيعة) الخليجية على الأرض؛ كونها تساعد في استمرار تحرك (السائل المُغذي) للمفصل وتدفقه؛ ما يساهم في ليونة الأعضاء والمفاصل مع تقادم العمر. وهذا مفهوم خاطئ بالتأكيد، ويكفي تحركات ومراجعات (الشيبان الخلايجة) في ألمانيا وأوروبا للاستعانة (بالركب الصناعية). وبالطبع هذا التكذيب لا يشمل دراسة (فوائد الصلاة) وملامسة الأرض، بحركاتها المتتابعة والهادئة!

الحقيقة الجديدة التي كشفتها هذا الأسبوع الصحفية الألمانية (فيبكه هولرسن)، نقلاً عن دراسة تمت في جامعة (ريغنسبورغ)، تفيد بأن الجلوس (لفترات طويلة) يضر بالصحة، وقد يؤدي لـ(الوفاة) لا سمح الله!!

الأمر لم يعد متعلقاً بأمراض وآلام الظهر فقط، فقد أظهرت الدراسة أن (الجلوس المطول) يسبب الأمراض ذاتها التي يسببها (التدخين)؛ فهو يضر بالقلب، والدورة الدموية، ويسبب السكر، وخللاً في نسبة الأنسولين في الدم، ويقود لسرطان الرحم والرئة، ولا تنفع بعده ممارسة الرياضة!

فمتوسط ما يقضيه الإنسان جالساً - تبعاً للدراسة - يتراوح بين (50 و60 %) من وقته، سواء كان في المنزل أو على المكتب أو جالساً في الطائرة أو في السيارة.. إلخ؛ ما يتطلب تغيير طريقة الجلوس بين حين وآخر؟!

حتى أن الجلوس (بظهر مستقيم)، وهو الجلوس الصحي طوال الوقت، (أمر خاطئ)؛ لذا يجب على الجالس أن يُغير من طريقة جلوسه، ولا يعتمد أسلوباً واحداً، فيمكنه أن يكون في مقدمة الكنبة أو الكرسي تارة، أو في أحد طرفيهما تارة أخرى، مع حرصه على تمديد رجليه!

بل إن أفضل الطرق ما فعله (المدير أعلاه)!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب