14-08-2014

دهشةٌ مرتَّبةٌ بألوانِها...!!

جلست الصغيرة إلى أكوابها البلاستيكية الملوّنة تبتكر بها أشكالاً فنية ذات إيقاعات تعتمد على مهارة الحركة، وقوة الملاحظة، وسرعة التصرف..

وهي تصدر إيقاعاتها المتناغمة بين صفقة كفيها، وصدى تجويف أكوابها عند تلامس السطح كانت في غاية السعادة، ومنتهى الثقة بالنفس...

راقبتها وهي تعبر بكل خلجات وجهها البريء عن امتنانها لمتابعتي، فإذا بها تسألني ما الذي أفادتني لعبة «إيقاع الأكواب»؟

قلت لها : أكتشفت أنك ماهرة في الحركة، وسرعة البديهة، وابتكار الأشكال، وصناعة التناغم..، وترتيب الإيقاع، وإضفاء الدهشة بابتكارها..

ابتسمت هي، كأنّ هذا الذي تعلمه، وتعرفه، وتثق فيه، عبَّرت بذلك ملامحُها، وتريد المزيد ..، وأريد في الوقت ذاته أنا المزيد..

حاصرتني الصغيرة بذكائها، حين ذهبتْ تحدثني عمن ابتكر هذا النشاط الحركي بالأكواب، وترك مزيده لقدرات الموهوبين، يبتكرون تشكيلات مختلفة بحركة الأكواب الملوّنة، ويتفننون في تحريكها بسرعة تُحدِث عند تماسها للسطح إيقاعات باختلافها تتمازج، وتتوافق، وتتمادى في إمتاع السامع، والمشاهد..، غير أنها تريد جديداً أضيفه لكل الذي تقول..

حوصرتُ في الموقف، فأعلنتُ لها حيرتي ..

قالت الصغيرة : كلنا يستخدم الأكواب للماء، وللعصائر، وللبن ولأنواع شتى من السوائل..

لكننا بهذه اللعبة قد جعلناها مصدر فرح بألوانها العديدة، وسرعة تنسيقها مجموعات متجانسة اللون، ومن ثم متداخلة، فالخدعة البصرية في سرعة الحركة تجعلها بمهارة من يؤديها مصدر إسعاد له، ولمن يشاهدها..كما أفعل أمامك الآن..،

إنّ هذه اللعبة أعتبرها فن صناعة البهجة باللون، والإيقاع..

هي أيضاً تستلهم قدراتنا، وأحلامنا..

استوقفتُها : كيف تستلهم أحلامكم..؟

قالت : الحلم في مخيلتنا.. والأكواب تلونه حاضراً في تشكيلاتها في الهواء..

إنّ خيالنا، والهواء متشابهان..

سألتها : أهذا من عندك..؟

قالت : نعم هو ذا الذي علمتني هو الأكواب الملونة، إنه فكري الذي يخصني..،

وأكملت الصغيرة ما تقول: الحلم والهواء لا نراهما، لكن الهواء يترك لنا صدى إيقاع تناغمه مع أكوابنا الملونة، وحلمنا يحضر لنا مجسماً في حركة أكوابنا بألوانها إيقاعاً جميلاّ يفرحنا، ويبهجنا... ويدهشكم..!!

أدهشتني الصغيرة بلا حدود ..

وذهبت أتأمّل في صنع الله العظيم وقدرته..، تتمادى، وتتنامى في خلقه من البشر، وفي كونه الكبير وما فيه، مكَّنهم بما فيه، وبما وهبهم من أن يبتكروا، ويكوِّنوا حلماً جميلاً ناطقاً بإيقاع جماله كما فعلت هذه الصغيرة ذاتها بمهاراتها، وبإيقاع حركة أكوابها الملونة،..

هذه المبدعة فعلت فرتبت لي دهشة فاخرة، وبهجة مطيرة...!!

حفظها الله.. وحرسها..!!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب