17-08-2014

عندما نسافر

فاصلة: (ليس ثمة طريقة وحيدة لدراسة الأمور)

-حكمة يونانية-

بودي أن أسال الأسرة التي تسافر خارج المملكة وتحديداً الوالدين ما الهدف من سفركم؟..

هذا السؤال مهم، فالوالدان أو أحدهما ينفق مالاً كثيراً نتيجة فترة معينة ويمكن أن لا يكون الهدف واضحاً في ذهن رب الأسرة وبالتالي كافة أعضائها.

الجميع منشغل بالإعداد للسفر ولا يهم لماذا هم يسافرون ويتركون بلادهم لفترة ثم يعودون؟

ما الذي سيخسره الوالدان إذا اجتمعا بأبنائهما وحددا مع الجميع ماهي الأهداف المرجو تحقيقها في هذه الرحلة؟

هل هي المتعة والبهجة؟ أم المعرفة من خلال التعرف على ثقافة البلاد المزمع السفر إليها؟ أم الفرصة لتعريف الآخر بنا كسعوديين؟.

كل هدف من هذه الأهداف له خطة عمل تختلف عن الهدف الآخر فمن أجل المتعة والبهجة علينا ألا نتوقف عند أي حدث سلبي يحدث في الرحلة بل نتفائل، ومن أجل المعرفة علينا أن نعرف أهم الأماكن السياحية والثقافية في تلك البلاد لنزورها ولا نكتفي بزيارة الأسواق فقط، ومن أجل التعريف بنا علينا أن نحاسب على سلوكياتنا التي قد لا تناسب ثقافة البلد الذي سنسافر إليه.

وهنا الهدف الأصعب فوسائل الإعلام سواء الغربية أو العربية التي باتت تنشر ما تفعله داعش بالإنسانية جعلت الغرب ينظر إلى كل ماهو عربي على أنه إرهابي والأمر ليس جديداً فقد بدأته القاعدة منذ سنوات.

هنا لا يقع اللوم على الغرب الذي لا يعرفنا بل علينا نحن الذين حين نسافر إلى بلاده ننقل صوراً عن حياتنا وثقافتنا لا تشبه ثقافتهم ويحتاجون إلى أن يفهموها إن كانت سوّية قبل أن يشاهدوها متمثلة في سلوكياتنا.

م يعد مقنعاً أن نتجاهل صورة الغرب عنا وكان الأمر لا يعنينا، يمكننا أن نفعل ذلك في حالة واحدة أن نتمثل بسلكياتنا كمسلمين الإسلام الحقيقي الداعي إلى السلام والتسامح وقبول الآخر.

إن ظللنا نعتقد بأن على الغرب أن يستوعب ثقافتنا وليس علينا أدنى مسؤولية في تعريفه بها وتصحيح معلوماته عنها فعلينا ألا نغضب إن أساؤوا إلى ديننا فنحن لم نكن على قدر من المسؤولية التي تؤهلنا للحفاظ على صورته الحقيقية.

nahedsb@hotmail.com

nahidbashatah@

مقالات أخرى للكاتب