فيما دعا حكومات دول العالم إلى حذو نهج المملكة في مكافحة الإرهاب.. سفير خادم الحرمين لدى المملكة المتحدة:

نحارب الإرهاب والتطرف بشكل يومي.. وسنعمل على وقف انتشار هذا السم الزعاف

الجزيرة - الرياض:

أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، أن المملكة العربية السعودية لا تؤيد أو تدعم ماديا القتلة الذين يعملون تحت راية داعش ولا تعترف بأيديولوجيتهم، كما لا يعترف بها غالبية المسلمين حول العالم، سواء كانوا من السنة أو الشيعة، مشددا على أن السعوديين لا يقبلون أن يطلق عليهم اسم «وهابيون» لأنهم مسلمون.

وقال سموه في مقال نشر في صحيفة الجارديان البريطانية أمس: «يحاول ريشارد نورتون في مدونة له بتاريخ 11 أغسطس الإيحاء بأن المملكة تدعم ماديا الإسلام المتطرف ويسعى لدعم رؤيته من خلال معلومات استقاها من مقال كتبه أحد الصحفيين».

وأردف سموه: «الوهابية ليست طائفة في الإسلام وإنما منهج قدمه الداعية محمد بن عبدالوهاب الذي لاحظ انحراف المسلمين عن الطريق الذي قدمه للمسلمين النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.

ومضى سموه في القول: إن السعوديين لا يقبلون أن يطلق عليهم اسم «وهابيون» لأننا مسلمون، وفي عام 2011 قال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد: بعض الناس يستخدمون كلمة (الوهابية) لوصف الرسالة التي جاء بها محمد بن عبدالوهاب بهدف عزل السعوديين المسلمين عن بقية العالم الإسلامي، هذه الكلمة وجدتها بعض الحكومات والمحللين السياسيين وبعض وسائل الإعلام ملائمة لوصف «التهديد الإسلامي» الذي تواجهه الحضارة الغربية، ويعتبرونها تطرفا، ويتهمون الوهابية بإلهام حركات مثل طالبان في أفغانستان إلى شبكة القاعدة وحاليا داعش في العراق».

وقال الأمير محمد بن نواف: «هذه الرؤية لا تتلاءم حتى ولو بشكل ضعيف مع تعاليم محمد بن عبدالوهاب الذي كان رحالة وأديبا وعالما فقيها خلال القرن الثامن عشر، شدد على الالتزام بقيم القرآن وتعاليم الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي تشمل أقصى درجات الحفاظ على حياة البشر حتى خلال أوقات الجهاد، كما كان يدعو للتسامح ودعم حقوق كل من الرجال والنساء، دعوني أوضح هذا الأمر تماما، وحكومة المملكة العربية السعودية لا تؤيد أو تدعم ماديا القتلة الذين يعملون تحت راية داعش، ولا نعترف بأيديولوجيتهم، كما لا يعترف بها غالبية المسلمين حول العالم سواء كانوا من السنة أو الشيعة، مشيراً إلى أن المملكة أطلقت بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبادرة حوار الأديان والثقافات في عام 2008، وذلك بتأسيس مركز الملك عبدالله الدولي لحوار الأديان والحضارات في فيينا، وعقب انعقاد المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في الرياض عام 2005، تم تأسيس مركز لمكافحة الإرهاب تابع للأمم المتحدة بمساهمة سعودية تقدر بـ200 مليون دولار».

وختم سموه بالقول: «نحن نحارب التطرف على حدودنا بشكل يومي وفي واقع الأمر كل ساعة، وتم اتخاذ قرارات صارمة ضد أي إمام له رؤية متطرفة وكل من يحاول الحث على العنف، كما قمنا بسن قوانين وحذرنا مواطنينا من أنهم سيتم القبض عليهم وإدانتهم إن حاولوا الالتحاق بتنظيم داعش أو أي مجموعات إرهابية دولية أخرى أو المشاركة في أي من النزاعات التي تندلع في المنطقة حاليا، وعملنا وسنعمل كل ما بوسعنا لوقف انتشار هذا السم الزعاف في بلدنا والمنطقة، ونشجع حكومات الدول الأخرى على فعل الشيء نفسه».