20-08-2014

الفلسطينيون في حاجة إلى خطاب سياسي جديد

هل الفلسطينيون قادرون على فرض شروط فلسطينية كاملة؟ والجواب لا، لا بد من إدراك أنهم في مرحلة تقدير الموقف ولا مجال للعواطف والمشاعر، لا بد من حلول الوسط بالنسبة للقضية، هناك صمود فلسطيني دونما مكاسب ميدانية. من القضايا الأساسية فك الحصار عن قطاع غزة وتحرير القطاع من سطوة الاحتلال الإسرائيلي، وهذه قضية أساسية، وهناك حلول وسط لقضايا معينة، الرقابة على موضوع السلاح وحركة مواد الغذاء والبناء.

لابد من مغادرة العقل الجمودي العقائدي والتشدد في المطالب في الوقت الذي لا يسمح به ميزان القوى. المحك الحقيقي هو كيف تكون ذكياً ومحنكاً وفي الوقت نفسه لا تعطي إسرائيل الذرائع بأن تصل إلى ما وصلت إليه من تدمير. والصيغة الجديدة هي الوصول إلى هدنة مؤقتة للتوصل إلى هدنة بدون شروط من أي طرف. والآن من غير المعروف هل سيكون هنالك استمرار للاحتلال والعدوان من قبل إسرائيل أو الوصول إلى هدنة طويلة.

تهريبات الأخبار الإسرائيلية لا تبشر بخير، وتعتبر من أنواع الحرب النفسية التي طالما زاولتها الدولة العبرية، كما أنها تضرب بعرض الحائط جميع محاولات التهدئة وفي مقدمتها الوساطة المصرية، كما تحاول الالتفاف حول المطالب الفلسطينية والتنصل منها. ومن المؤسف إن من المتوقع تصعيد إسرائيلي وتماد في قتل المدنيين. كانت الصواريخ الفلسطينية تهدد مساحات واسعة من إسرائيل في الجنوب والوسط من الأراضي المحتلة.

هنالك فارق بين مفهومين في القضية الفلسطينية: الصمود والمقاومة، الصمود يمثل الحد الأعلى من الكفاح، أما المقاومة فلها طبيعة الاستمرارية وتأخذ أشكالاً متعددة، عسكرية وسياسية وإعلامية. ويعترف الفلسطينيون بأنهم لا يستطيعون هزم الجيش الإسرائيلي، بل مقاومته. وفي اعتقادي أن اللغة السياسية مفقودة من جانب الفلسطينيين، وتأخذ إسرائيل ذلك ذريعة وتنعتهم بالتشدد، وعلى الفلسطينيين عدم إرسال الصواريخ أثناء الهدنة، ويجب إدراك أن «العنتريات السياسية» لا تفيد، وهنالك حاجة إلى خطاب سياسي وعقلاني لمقاومة العجرفة الإسرائيلية.

alshaikhaziz@gmail.com

رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية السعودية سابقاً، رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سابقاً.

مقالات أخرى للكاتب