21-08-2014

ضريبة عدم التخطيط

بعض العوائل تحرص في كل عام على أن تخصص وقتا للسفر أثناء الإجازة الصيفية سواء داخل أو خارج المملكة ويختلف منهج تلك العوائل في السفر فالبعض يحرص على التخطيط والاستعداد والتنظيم للسفر قبل فترة مبكرة

والبعض الآخر يتخذ القرار بشكل مفاجئ دون مراعاة لما قد يترتب عليه مثل هذا القرار من تكلفة مالية أو إمكانية عدم تحقيق مثل هذه الرغبة نظراً لوجود العديد من الخطوات والتي يجب أن تتم قبل موعد السفر بفترة مبكرة.

هناك عدة خطوات لمن يرغب السفر وخصوصا لمن كانت وجهته خارج المملكة يأتي في مقدمتها توفر جوازات السفر والتأكد من صلاحيتها واختيار وجهة السفر وما تتطلبه من تأشيرات إضافة إلى توفر رحلات الطيران والحجوزات في أماكن الإقامة كالفنادق أو الشقق إضافة إلى طريقة التنقلات داخل المدينة التي ستصل إليها وقبل ذلك وبعده وجود الميزانية المالية الخاصة بالرحلة، فللسفر أعباء مالية متعددة تبدأ بتذاكر الخطوط الجوية وتتضمن قيمة الإقامة في الفنادق وتشمل أيضا رسوم العملة إن كان السفر لخارج المملكة ورسوم التأشيرات وكل تلك الأعباء والترتيبات المتعددة تجعل بعض العوائل تفضل عدم السفر سنوياً وتؤجله ليكون كل عامين أو ثلاثة أعوام وفقاً لميزانية كل أسرة في حين يصر البعض على السفر سنويا ولو شكل ذلك عبئا ثقيلاً على ميزانيته وعلى حساب مصروفات أساسية أخرى بل لو كان ذلك من خلال قروض بنكية فبدلاً من أن تصبح الرحلة في الإجازة فرصة للراحة والاستجمام والبعد عن العمل تتحول إلى عبء مادي ثقيل على الأسرة يبقى أثره على ميزانية الأسرة لفترة طويلة بل وقد تساهم أبعاد مثل هذا القرار في تهديد كيان الأسرة واستقرارها.

وهناك العديد من الفوائد للسفر مع العائلة في الإجازات فهي تقوي الروابط الأسرية بين أفراد العائلة وتساهم في تغيير وسائل الترفيه التقليدية كالتلفاز والإنترنت، كما تساهم في تعويد الأبناء على تحمل المسؤولية من خلال تكليفهم ببعض المهام خلال السفر، إضافة إلى التعرف على أماكن جديدة وثقافات مختلفة وغيرها من الفوائد الكثيرة والتي تجنيها الأسرة أثناء السفرخلال الإجازة.

ومن أهم العوامل التي تساهم في رفع كلفة السفرهو عدم التخطيط المبكر للسفر، فكثير من المختصين في قطاع الإيواء السياحي (الفنادق والوحدات السكنية المفروشة) يؤكدون أن التخطيط الجيد والمريح للسفر يبدأ بالحجز المبكر لتلك الوحدات مما يساهم في تقليل التكلفة والحصول على أسعار مغرية وتجنب الأسعار المرتفعة والمكلفة والتي تقدم لأصحاب الحجوزات المتأخرة أو تلك التي تطلب قبل السفر مباشرة.

وأكد أولئك المختصون على أهمية نشر وغرس ثقافة الحجز المبكر لدى جميع شرائح المجتمع والراغبين في السفر لقضاء الإجازة فلذلك العديد من المزايا والتي لاتنحصر في تخفيض الأسعار لنسبة قد تصل إلى 50% بل وتتجاوز ذلك لتوفر الحجز وتأكيده وتوفر المرونة في الاختيار وترتيب الحجوزات الأخرى المرتبطة بالسفر مثل أماكن الترفيه والمطاعم وغيرها.

هناك الكثير من العوائل التي ترغب في السفر خلال الإجازة من أجل الراحة والاستجمام غير أن ضريبة عدم التخطيط تجعل من ذلك السفر كابوساً سواء من ناحية غلاء الأسعار أو من ناحية عدم توفر الحجوزات أو توفر الأماكن المناسبة أو حتى السفر في الوقت المناسب فالبعض يسافر في وقت غير مناسب إما من ناحية الطقس أو من ناحية الإجازات الخاصة بالدولة المراد السفر إليها، ومن هنا تأتي أهمية التأكيد على نشر ثقافة التنظيم والتخطيط لرحلاتنا السياحية سواء كانت داخلية أو خارجية لما لها من أثر إيجابي كبير على القطاع السياحي، فالمسافر سيضمن توفر الخيارات التي يبحث عنها وبأسعار مناسبة وبمستوى من الخدمة مميز وهذا كله أفضل من تأجيل اتخاذ قرار السفر لآخر لحظة ومن ثم تكرار الشكوى بعدم وجود حجوزات أو ارتفاع أسعار الفنادق وأماكن الإقامة.

مقالات أخرى للكاتب